أدباء اليمن.. الكتابة للطفل مهمة شاقة!!

لقاءات/ محمد القعود

• مازال أدب الطفل في بلادنا يعاني من غياب شبه تام ومن تجاهل مؤلم من قبل المؤسسات المختصة ومن الأدباء أنفسهم الذين ابتعدوا عن رفد هذا المجال بأعمالهم الموجهة للطفل اليمني.
عن الكتابة للطفل وسبب ابتعاد الأدباء عن الكتابة لهذا الكائن الملائكي الذي يحتاج إلى إبداع يخاطب عقله ووجدانه بلغة قريبة منه كان لنا اللقاء التالي مع مجموعة من المبدعين اليمنيين.

نضرة ضيقة
• في البداية التقينا بالشاعر والأديب الدكتور إبراهيم أبو طالب أحد أبرز كتاب الأطفال في بلادنا والذين لهم العديد من الإصدارات الخاصة بأدب وثقافة الطفل حيث أجاب عن سبب ندرة الكتابة للأطفال في اليمن بقوله:
– سبب الندرة عموما في أدب الطفل ليس في اليمن وحدها بل في كثير من بلداننا العربية يرجع إلى عدة عوامل لعل من أهمها:
غياب المؤسسات الكبرى التي تعنى بصناعة الكتاب والثقافة للطفل على المستوى العام واليمن جزء من العالم العربي ولكن الظاهرة فيه أكثر وضوحا وتفاقما وجفافا.
العامل الآخر ربما يعود إلى بقايا النظرة الثقافية الضيقة للكتابة للطفل عند البعض والبعض الآخر يكون الهروب منه عجزا وذلك في حقيقة الأمر لصعوبة هذا لميدان وأهمية أن يكون الكاتب فيه على قدر كبير من المسؤولية التربوية والإبداعية والموهبة وفوق كل ذلك على قدر كاف من الإدراك للخصوصية التي تخاطب الطفولة بروحها وقدرتها على الخيال التوليدي الذي يتناسب مع خيال الطفل الجبار واهتماماته وتفكيره ومراحله العمرية.
وثمة عامل آخر أيضا على مستوى من الأهمية يعود إلى عدم التشجيع من ناحية ولأن الإخراج لأدب الطفل يحتاج إلى إمكانيات خاصة قد تفوق –وهي كذلك- قدرة الأديب أو الشاعر أو كاتب أدب الطفل على إخراج عمله بشكل من التكامل مع الصورة الثابتة أو المتحركة والسبب يعود إلى طبيعة الفن الإبداعي ذاته للطفل حيث يحتاج إلى مؤسسة سواء كانت حكومية أو خاصة تحمل الرسالة وتدرك أهمية هذه الصناعة الجبارة فنحن حين نتحدث عن ديزني أو مؤسسات الإعلام العالمية التي تنتج للطفولة نتحدث عن إمكانات عالية وهائلة ومؤسسات متكاملة فيها إلى جوار الكاتب الموهوب والمتخصص يوجد المنتج الغني والطواقم المتعددة للتنفيذ التقني وحتى صاحب الأفكار- وهم الأطفال – ثمة استبيانات خاصة ودراسات تربوية ونفسية لطريقة تفكيرهم واهتماماتهم تقف وراء ما يكتب وينتج ويقدم لهم وأين كل ذلك بالنسبة لنا¿! إنه غائب ومغيب في متاهات السياسة والثقافة الاستهلاكية اليومية حتى على مستوى الإبداع الذي يقدم ما خف وجف ولا يبحث عن المشاريع التكاملية الكبرى في زمن الثورة الرقمية والصناعات العملاقة وأدب الطفل نوع من الصناعة العالمية وليس مجرد كتابة قصة أو أنشودة أو لوحة أو مجلة إنه عمل متكامل وصناعة تنافسية..

فأين ذلك العمل¿ وأين مؤسساته في بلادنا¿
ثم هناك جهود ظلت فردية قدöمت هنا وهناك عبر تاريخ الكتابة للطفل في اليمن تحول معظمها إلى ريادات لم تتجاوز هذه التسمية مع الاحترام الكامل لكل من أسهم فيها وهم كثر لا أريد أن أعدد أسماء حتى لا أقع في الخطأ والنسيان ولكن الأمر واضح ومنهم من يعيش بيننا حتى الآن ولكنه أصيب بهذه الصخرة الصماء والعقبة الصماء التي لم تتفهم مشروعه وكان بحاجة إلى أن يعمل ضمن مؤسسة لا أن يظل جهده مهما بلغ من الحماس فرديا..
وأنا واحد من هؤلاء لولا أنه قد أتيحت لي فرصة بسيطة – ولا أظنها حققت كل ما أريد أو أنها كافية- لتقديم كتاباتي للأطفال عبر مؤسسات بعضها محلية مثل إذاعة صنعاء عبر مسابقاتها الرمضانية لعامي 1997 و1998م وكانت البداية عبر مسارح وزارة التربية والتعليم في المسرح المدرسي الأول – ولعله كان الأخير- ثم في مصر عبر شركة مكة للبرمجيات التي قدمت لي قصص الأنبياء في أربعة سيديهات وفي أشرطة كاست وفيديو وكذا عمل بعنوان (أدواتي المدرسية) في سيدي و(عصفورتي المغردة) أيضا بما لديها من إمكانات في التلحين وأصوات أطفال الأبرا والتصوير والجرافيك ثم باعتها هي بدورها لقنوات فضائية ساهمت في نشرها بالفيديو كليب والصورة المتحركة كقناة النجاح وسمسم ودريم المصرية التي تبث بعض تلك الأناشيد والأغاني للأطفال بين فترة وأخرى.

جهد المقل
• ويضيف قائلا: ثم لا أنسى دور المؤسسة أيضا المتمثل في مؤسسة السعيد الثقافية التي أخرجت ديواني الأول (أغاريد وأناشيد) ومنحته جائزتها عام 2004م الدورة الثامنة ثم تناولته بالطباعة ولو بشكل نص خال من الصورة ثم مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون مع منتدى المثقف العربي بالقاهرة ممثلة في تحمس د.عبد الولي الشميري لطباعته في عام 2005م وفي هذا العام تولت مجلة العربي الصغير بالكويت طباعة ديوان مرفق بمجلتها هو ديوان (أنا أحب عملي) مع العدد 250 لشهر رمضان الماضي يوليو 2013م ولولا ذلك لما ظهر للنور عمل جديد ثم جاء ديواني ال

قد يعجبك ايضا