من باريس أتحدث إليكم
أ.د/ أحمد علي حسين المعمري
أ.د/ أحمد علي حسين المعمري –
في الأوبرا (الحي) وليس دار الأوبرا تشعر بالذهول والصدمة الحضارية الشديدة..
هيبة المكان.. وثقافته… وأناقته.. كل ما يحيط بك وتشاهده عيناك .. وتلمسه يدك وتشمه أنفك .. كل حواسك تقول يا الله م اروع هذا المكان .. في باريس .. الأوبرا .. الشانزليزية.. لا أدري لماذا كانت زبيد … صنعاء… وصعدة- دماج وتعز ..كلها كانت أمامي ولا أخفيكم أن حضور أمكنة بلادي في خاطري كانت تحرمني من المتعة وكانت المشاهد المتلاحقة والسريعة تجعلني أشعر بالإحباط وأعيش في وسطه…
هنا تجد ترى تشاهد تشم الفن والبهاء الجلال والكمال الناس والأمكنة كلها تعطيك رغبة في الحياة وبسرعة تقفز إلى ذهنك ضوضاء صنعاء وفوضى وعشوائية البناء في زبيد والرعب والموت والقتل في دماج والغرابة والاستغراب لما جرى ويجري في تعز المدينة وتعز المحافظة عاصمة الثقافة الآن أتذكر مقولات أضحت مستهلكة وساذجة وغير ناضجة ولا تراعي الحد الأدنى من الوعي ونضجه والعقل وحضوره ووجوده ونفاذه مثل الوحدة والانفصال الشمال والجنوب اليمن والجنوب العربي و.. و.. كل ما يحيط في بلدك وما تسمعه وتجده وتشمه للأسف إن لم يكن نتنا فهو بلا رائحة تريح النفس والروح. قبل ثلاثة قرون من الزمن كانت باريس بلاد الفن والتربية وما زالت تنتقل من حالة جيدة إلى حالة أجود من رقي إلى أرقى في الصناعة والتجارة والعلوم والفنون والسياسة والاقتصاد قد يقول قائل مالك تتكلم بإعجاب شديد جدا عن (أعدائنا التاريخيين) وأجدني مبتسما بتهكم وحزينا بحسرة ومتحسرا بندم سؤال الهوية طرحه مفكرو النهضة أو رواد النهضة ابتداء من الطهطاوي ومحمد عبده والكواكبي مرورا بعبد الله النديم , وطه حسين وصولا إلى واقع الأمة كل الأمة مشرقة ومغربة إذا تأملتم بموضوعية هل ستقولون عنهم (كلهم) إنهم أعداؤنا أم لا عدو لنا إلا (نحن)¿..والله نحن أعداء أنفسنا حماقتنا وعدم احترامنا لذو اتنا هي العدو الحقيقي لا سواه هل أقول لكم أن العرب والمسلمين فقط هم من يتسول يشحت (هنا). وجدت المتسول المصري والسوري والبوسني وسواهم من العرب والمسلمين, أيحق لنا / لكم بعد كل هذا الجلاء في واقعنا أيحق أيجوز لنا أن نتحدث عن الآخر العدو¿ والله أن العدو هو الوهم والتخلف والفقر والجهل والكسل والمذهبية والطائفية والاستبداد والحكم غير الرشيد غير المحترم .. ولنا عودة للحديث عن بعض المشاهدات وملاحظاتنا حولها.
