حان وقت الوفاء!
أحمد مهدي سالم
العمل الناجح ينتزع الإعجاب والاستحسان حتى من المعارضين أو الخصوم.. وحديثنا المختصر اليوم له علاقة بالماء الذي هو عصب الحياة وصلب البقاء وأساس النماء والتطور والارتقاء.
أبين مرت بأسوأ كارثة بأفظع نزوح حروب قتل نهب تفجير تخريب تدمير تتراوح بين كامل وجزئي.. وعودة وبدء من جديد وبعض جروح لم تندمل وبعض مجالات شع فيها الأمل.
إدارة مؤسسة المياه أنيطت بمهندسين شاب شبابهما ندي ريان وعمله فائق الإتقان رمى بكل ثقله فأعاد الماء وتزامن ذلك..وربما كانا يتنافسان مع جهود مهندس مخضرم مدير الكهرباء ليكرما في فترة سابقة كأفضل مديرين في أبين ليكرما.. من قبل المحافظ جمال ناصر العاقل في احتفال خطابي مهيب.. نبقى عند المؤسسة التي تسير وتتعثر تواصل ثم تترنح وحالها يذكرني بالسكران الذي أتى له أبو نواس بأحسن وصف في الشعر العربي عندما قال:
وكل شيء رآه ظنه قدحا
وكل شخص رآه ظنه الساقي
المؤسسة مستقلة رواتب موظفيها نفقات التشغيل شراء المعدات أجور الإصلاحات وغيرها من فلوس الفواتير ولغياب طيلة ثلاث سنوات تسير بحلول ترقيعية دعم من هناك وفتات شحت من هناك وأذكر أن آخر مشكلة كانت النقابة تجهز للطلوع إلى صنعاء لعمل وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء رواتب ثلاثة أشهر فساعدها الأخ محمد علي سالم الشدادي نائب رئيس مجلس النواب ثم تعود المعاناة ظل كل ذلك الألم يعتصر نفوس عمال المؤسسة ولم يثنهم عن توفير الخدمة بشكل جيد بل فوق الجيد ثم أبلغت قيادة المؤسسة برفع الغطاء لا ريال دعم بعد اليوم وأن عليها أن تنهض بأمورها من تسلم حقها المستحق من فواتير الاستهلاك ولأجل ذلك نظمت حملة توعوية إعلامية ابتداء من 2013/12/29م على مرحلتين بهدف إشعار وتهيئة قبول المواطن لسداد ما يستهلكه نزول فرق العمل إلى مختلف الأحياء التجمعات في مديريتي زنجبار وجعار جلوس متواصل مع عقال الحارات المشايخ المثقفين الخطباء والشخصيات الاجتماعية لتسديد الاستهلاك حرصا على استمرار الخدمة وحفاظا على المؤسسة من الانهيار بقيادة المنسق الإعلامي للحملة الزميل جمال محمد حسين وشملت كذلك عمل ملصقات وطبع الشعارات على فانلات «جرمات» وزعت بالمئات على أكثر الفئات المستهدفة.
وروعي في التسديد بأن يسلم المستهلك شهريا ابتداء من شهر يناير 2014م مبلغا قدره 1500 ريال وتبقى الديون السابقة مجمدة إلى أن يروا فيها مايرون.
الحملة لاقت قبولا طيبا وبدأت أعداد من الناس تدفع قيمة الاستهلاك إحساسا منها بواجب المسؤولية.
ومالم يقله المدير م/ صالح أحمد صالح البعليدي ومنسق الحملة جمال محمد وهو ما فهمته سيكون هناك إلزام عن طريق الأمن واللجان وما أدراك ما اللجان للمتخلفين أقول ذلك لخبرتي بأهلي في أبين.. الكلام المنطقي الجميل ماينفع لكن الصميل يأتي بالحل السريع وتسير الأمور بعده عال العال ياعبد العال.. على قول المثل المصري وفي الختام أقول للمتأخرين أو الرافضين: سلموا تسلموا وكنت أتمنى أن توضع هاتين المفردتين في قلب شعارات الحملة.
إيماءة
كان المقترح المتداول قرابة ستة أشهر.. دفع ألفي ريال ونزل بقرار من الأخ المحافظ إلا أن الأخ حمدي سالم منصور مدير عام الخدمة المدنية بالمحافظة ومعه بعض الطيبين راجعوا.. وشرحوا للمحافظ ظروف الناس فأتفق على إنزال 500 ريال من المبلغ.
آخر الكلام
ولا تصطنع إلا الكرام فإنهم
يجازون بالنعماء من كان منعما
ومن يتخذ عند اللئام صنيعة
تجده على آثارها متندما.
شاعر قديم