غرائب عصر البردوني 2-2

عبدالله علوان

 - هواة الذبح
يرتقي الذابحون يهوون ذبحي     
     إستوى الحكم يا مدى والقصابه
     الارتقا
هواة الذبح
يرتقي الذابحون يهوون ذبحي
إستوى الحكم يا مدى والقصابه
الارتقاء مجاز يعني الاعتلاء على كراسي السلطة السياسية والذابحون كناية عن المسؤولين السياسيين في الدولة والهواية أصبحت بمثابة الحرفة أو المهنة لكل مسؤول حكومي وفي هذا الوضع السياسي المعاصر يستوي الحاكم والجزار مثلما استوى الطبيب والحفار في المشهد أو المقطع الذي سبقه.
وليس لهؤلاء الحكام من غاية أو هدف إلا ذبح الشاعر لكنه يعني فيما يعني الاغتيالات السياسية أو ذبح روح المسؤولية السياسية والثقافية وعندهم تستوي الأشياء من ارض وبشر و من أخلاق وحقوق فتصبح كلها كالأغنام مع سكاكين الحكام الجزارين ..فماذا جرى..¿
هل أذابت أرحامها الأرض¿
يبدو ذكرتها أو حجرتها الرقابة
إذن هناك إرهاب لا يمتلك أي ذرة من الأخلاق الوطنية أو الإنسانية وأرحام الأرض كناية عن ذلك أو تلك القوة التي أصبحت في النظام السياسي الحديث أو في قلوب الحكام والجزارين أو هم يتخذون من آمال الناس وأحلامهم كباشا يذبحونهم على مجزرة اسمها الأرض بعدما فقدوا صلة الأرحام بها أو بعدما فقدوا ضمائرهم.
أصبح الطيب مقتل النبت أضحت
مهنة الأستذات قتل النجابة
أصبح فعل من أخوات كان ويفيد التحول من حال إلى حال هنا الفعل يفيد تحول المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية ومن الأساس حتى الجامعة وكلمة الطيب مجاز بعيد يعني ذلك فقد تحولت هذه المؤسسات من منابر تربوية إلى منابر تدميرية تمارس سياسة التجهيل والتجويع والمقتل علة القتل و موضعه والنبت كناية عن الناشئة وطلبة العلم ومناهجه كلها تحولت إلى منابر محكومة بسياسة التجهيل والتجويع والمقتل كناية عن ذلك والمهنة يعني وظيفة المدرسين أو الأساتذة والذين لا وظيفة لهم ولا غاية سوى اغتيال النجابة والذكاء وتحويل الناشئة من الاتجاهات التربوية السليمة إلى اتجاهات تقتل الأحاسيس وتدمر العقول.
و[قتل النجابة] كناية عن وظائف دعاة الحداثة الذين لا هم لهم سو تدمير الثقافة اليمنية والعربية خدمة للقوى الصهيونية والامبريالية كما يقول ذلك كثير من بعض علماء التربية هنا وهناك.
لم يعد للقاح أي اشتهاء قطرات الندى غدت مسترابه
اللقاح الاشتهاء قطرات الندىالمسترابةكلمات مجازية فاللقاح كناية عن التلاقح بين قطرات الندى ونزولها على النبات فيأتي الضوء بعده ليمنح للنبات حياة ندية وكريمة والاشتهاء الرغبة في الغذاء أو في الجماع والمسترابة مفعول به لفعل الريبة أو الشك والمعنى أن اللقاح الحضاري بين الثقافات الأممية اصبح من الأمور المشكوك فيها ولم يعد للشاعر أي اشتهاء للتشبع بثقافات الأمم التي أتت لا مبشرة بالخصب وإنما منذرة للعرب بالويل والهلاك أو بالقتل قتل النبات وقتل الإنسان حتى أصبحت النظريات كلها تمارس الخيانات على العرب بل وتنظر للقتل وتبرره, فقد أصبحت عناقيد العنب بلا سكر وضروع الدوالي كناية عن ذلك وبدلا من نبيذ الكرم الذي قد يخفف بشربة عن أهوال الرعب أصبح الرعب نفسه هو الذي يخدر الناس ويسكرهم .
فقدت سكرها ضروع الدوالي
صحوة الرعب وحدها المستطابه
الصحوة تقابل السكر فقد أصبح الإنسان محاطا بالإرهاب الرأسمالي وبالإرهاب الصهيوني وبالرعب من كل شكل ولون فلم تعد الكروم أو عنب الكروم مستطابة لأنها تلهي الإنسان عما يحيط به من ويلات .
فإذا كان الرعب هو الذي يستطيبه عصرنا الرأسمالي هذا…¿ فما الذي يخيف..¿
إنما ما الذي يسمى مخيفا¿
ربما لا تعد لشيء رهابه
اذن لم يعد هنا ما يخيف الناس ولا ما يرعبهم لماذا…¿
أصبح القتل عادة واشتياقا
أصبحت وحدها النجاة المعابه
إذن أصبح الرعب والإرهاب والاغتيالات السياسية والاجتماعية أصبحت هذه الجرائم من عوائد الزمن وغرائبه في آن ومن العار أن نطلب النجاة أو تبحث عن طريقة لها فإما أن تقتل وإما أن نقتل..¿ وليس بين الاقتتال أو بين التناحرات أو بين القتل والقتل طريق آخر..¿ (فمن لا يقتل الناس يقتل ) ومن العار أن نحيا بأمن وأمان أو حتى تنجو من حالات القتل فإما أن تعيش قاتلا أو مقتولا.
المنايا بين الضحى ويديه
بين نعل الدجىوبين الذؤابه
يقتل القتل نفسه ثم يأتي
في سواه له سمات القشابة
إذن المنايا أو الاقتتال يجري ليس في أوقات الليل والظلام أو بسرية من الناس بل هو يمارس علنا وفي وضح النهار .
إلى حد أن القتل نفسه , كاسم جنس

قد يعجبك ايضا