2014 هواجس وأمنيات

علي محمد الجمالي


 - كل عام وأنتم بخير فقد ودعنا وإلى غير رجعة عام 2013م بما فيه من منغصات وأوجاع.. وسفك للدماء.. وحروب وإرهاب .. وتنكيل .. وفساد وتقطع ونهب للمال العام وخروج عن القانون وعن الأسلاف والأعراف.
كل عام وأنتم بخير فقد ودعنا وإلى غير رجعة عام 2013م بما فيه من منغصات وأوجاع.. وسفك للدماء.. وحروب وإرهاب .. وتنكيل .. وفساد وتقطع ونهب للمال العام وخروج عن القانون وعن الأسلاف والأعراف.
لقد كان عام 2013م من الأعوام الأكثر دموية.. وإرهابا.. وتجاوزا لكل القيم الإنسانية النبيلة.. ففيه سفكت الدماء البريئة بوحشية لم يسبق لها مثيل.
أما عن أبرز الأحداث في العام المنصرم فقد ودع العام نخبة من رجال السياسة والعلم والقضاء والإعلام والثقافة والأدب.. والفن والموسيقى.. لكن أبرزهم هو “نيلسون مانديلا” ذلك الرجل الذي لم يواجه الحقد بالحقد ولا الكراهية بالكراهية.. لقد قدم نصيحة مجانية وسريعة ومقتضبة إلى شعوب وحكام العالم وإلى حكام وشعوب الوطن العربي خاصة.. إبان ما يسمى بثورات الربيع العربي قائلا لهم: “إن إقامة العدل أكبر من هدم الظلام” ونصح حكام العرب أن يتناسوا الأحقاد.. وأن لا يقصوا أحدا لكي لا يقعوا في أسوأ مما كانوا فيه.. وللأسف لم يستفد أحد من نصائح هذا الرجل .. الذي يستحق أن يكون رجل القرن الواحد والعشرين.. لأنه تحدث عن القيم والأخلاق وطبقها في حياته ولم يحد عنها قيد أنملة.
وعودا إلى وطننا اليمن فالرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أعتبره ويعتبره غيري في الداخل والخارج بأنه من أفضل رؤساء وزعماء دول الربيع العربي الذي لم يصمد أحد منهم ولم يتعظ من غيره.. وباختصار فإن الرئيس هادي وضع نفسه في المنتصف وبمسافة واحدة.. من كل الفرقاء السياسيين والحزبيين.. والمشايخ.. ومكمن قوته أنه عازف عن السلطة حتى جاءت إليه وتمسكت به.. في ظروف حرجة .. وأيام صعبة كان سينزلق فيها الوطن إلى حرب أهلية طاحنة.. ولكن بهدوئه المعتاد وصبره ونفاذ بصيرته ظل صامدا قويا.. قليل الكلام يفكر أكثر مما يتكلم ويخطب .. وهذه ميزة عظيمة حتى تحقق له بعض ما أراد.
لكن أعداء الحياة ظلوا يلعبون بأمن واستقرار اليمن.. ويبحثون عن ما يكدر أمنه واستقراره فسبب ذلك توسعا في الفقر والبطالة وشحة الموارد والفساد.. فأصبح الوطن اليمني منهكا لن تنفع معه القسمة على اثنين أو أربعة أو ستة لأن مشكلته الأساسية فقر وبطالة وشحة موارد وفساد .. ولذلك لن تنفع التمائم ولا المهدئات وإنما ما ينفع وهذه أمنيات نقدمها إلى فخامة الرئيس هو إقالة المسئولين العسكريين والمدنيين الفاشلين من قمة السلطة إلى أسفلها من الذين لا يرون إلا عند أقدامهم ولا يملكون سوى الشجب والتنديد والتحدث فيما لا يعنيهم لأن هذا مستوى فهمهم وقدرتهم.. وسيتحقق ذلك بالخطوات التالية:
– أولا: جمع مجلس النواب والشورى ومؤتمر الحوار ورؤساء الأحزاب والعلماء والقضاء.. ومشايخ وحكماء اليمن والنقابات وكبار قادة القوات المسلحة.. وكل من له أهمية في هذا البلد لتدارس ما تمر به اليمن من كوارث ومحن واقتتال وتقطع وضياع وتخريب مقصود للمال العام والخاص.. والخروج بميثاق شرف يوقع عليه الجميع ويتعهد على تنفيذه الجميع وهو الآتي:
– أولا: تحكيم شرع الله في النزاعات بين الأفراد وعلى القضاء والسلطة التنفيذية سرعة حسم أي خلاف وإعطاء كل ذي حق حقه.. وإقالة أي قاض لا يتمتع بالقدرة والنزاهة وحسم النزاع.. ومثله أي مسؤول في السلطة التنفيذية.
– ثانيا: أن يتعهد الجميع.. بعدم وقوفهم أو تشجيعهم لأي خارج عن القانون وعن الأمن والاستقرار.. وعدم اعتراضهم على الدولة والحكومة حينما تضرب بيد من حديد كل خارج عن القانون وإجراء شرع الله فيه وبصورة عاجلة.
– ثالثا: تفويض رئيس الجمهورية بتغيير واختيار وزير الدفاع ووزير الداخلية بحيث لا يتبعون أي حزب لكي يتمكن رئيس الجمهورية من فرض هيبة الدولة والضرب بيد من حديد لكل خارج عن القانون.
– رابعا: سرعة تغيير من يتطلب تغييره من الوزراء في الحكومة والقادة والمحافظين والذين هم سبب في تردي الأوضاع لعدم قدرتهم على تنفيذ ما أوكل إليهم من مهام وتعيين غيرهم من الكفاءات الإدارية والعسكرية دون النظر إلى الحزبية أو المناطقية.. وهذه النقطة بالذات لو نفذت لتم تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار فالأمن والاستقرار لا يحتاج إلى تأجيل.. ولا إلى حوار.
– خامسا: الوقف الفوري للحروب والفتن في اليمن ومنها دماج.. لأن مؤتمر جنيف والحل في سوريا سيفتح المجال لانتقال المقاتلين من كل الأطراف إلى اليمن.. لتكون ساحة حرب إقليمية ودولية.. ووقودها أبناء اليمن .. وأمن اليمن واستقرار اليمن واقتصاد اليمن المتردي.
وبالمناسبة فإني أكملت قراءة مذكرات الرئيس السابق القاضي عبدالرحمن الإرياني ومذكرات اللواء أحمد الناصر.

قد يعجبك ايضا