اخرجوا اليمن من ديوان القات ¿!
عبد الرحمن بجاش
ما سأقوله ليس تأليفا …بل هو ما حدث , فقط لا استطيع إيراد اسم الشاب إذ لم يسعفني الوقت لاستئذانه , فقد أرسل إلي ومن الحديدة أهزوجة يقول مطلعها ( لمن كل هذي الأقاليم …تقسم لمن… ) عبر الواتس آب , فكتبت له : ماذا تعرف عن الفيدرالية¿ , ادخل إلى الانترنت واقرأ لتكون فكرة , عاد يقول : قرأت عنها مسبقا ولكني سأتعمق ولو أني رافض للفكرة , رافض الفكرة ليش ¿¿ … وكأنها بداية للتشرذم , قلت وبفهمي المتواضع : الفيدرالية صيغة للحكم توسع مشاركة الناس فيه , وهي نماذج مختلفة , حيث يوجد 24 فيدراليه في العالم , ليس نموذجا واحدا , فلكل بلد صيغة تناسب ظروفه , وهي ليست قرآنا منزلا والبلاد المتقدمة لا تزال كل يوم تكتشف جديدا فتطور دساتيرها وقوانينها من اجل إسعاد مواطنيها , بعض الناس هنا يفتكرون بحسن نية وبعض من يفهم يروج أنها تعني الانفصال وهذا ليس صحيحا , ولا تعني التقسيم , بل تعني أيضا التوزيع العادل للثروة …وستكون هناك حكومة اتحاديه تتركز فيها السلطات السيادية كالدفاع والخارجية , التفاصيل كثيرة , والمهم التطبيق المتدرج , والاهم ألا نستعجل إذا توافق الناس عليها نهائيا , وهو ما سيكون , عاد ليسال : ما ذا عن رجوع أبناء المناطق كل إلى منطقته ¿!!!!وأرفق التساؤل بعلامة استفهام وثلاث تعجب …., قلت له : في أمريكا هل يمنع أي مواطن من العيش في أي ولاية ¿ – لا ….وواصل : كنت مع الفيدرالية ولكني تناقشت مع دكتور هنا وأوضح لي بأنه سيتضرر من الفيدرالية كونه قد أسس لحياته هنا في الحديدة , قلت له : إذا الفهم هنا قاصر فقل للدكتور من الذي سيمنعه من أن يعيش في الحديدة ¿¿ سيمنع في حالة واحده هي الانفصال , وكيف ستنفصل الحديدة ¿¿قال : الدكتور حسب ما قال انه بدأ يستمع إلى هتافات تدعو إلى رحيل أبناء المناطق الأخرى , قلت : تلك الهتافات يرددها المساكين بدون وعي وراءها من يعملون على إثارة الفتنة , وهي لا تعبر عن أبناء تهامة المظلومين حقا ويعرف من يدفع بعضهم لترديد تلك الهتافات والكتابة على الجدران من الذي نهب حقهم !! , عاد يقول وقد بدا الاقتناع من حروفه ( أنا فقط خفت من الانفصال )قلت سيظل الوطن موحدا وهذه صيغة حكم , وعدت أقول له : مشكلة هذا البلد ليس مع المركزية مشكلته في هيمنة المركز , ولو كان المركز تعامل مع الناس بذكاء ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه , لو كان وسع افقه لكانت الصورة مغايره , والآن من يثير المشاكل هم أصحاب المصلحة من هيمنة المركز المقدس …, مثل هذا الشاب كثيرون تداخلت الصورة في أذهانهم لأن لا حزب يشرك الناس في نقاش عام , والإعلام كله تحول إلى طرف من الأطراف ونسي مهمته , والنقاش على كل الأصعدة وهو المتعلق بمستقبل اليمن محصور في الدواوين , والناس العاديون حزبيين وغيرهم من مثل هذا الشاب لا يسمعون , فلا أندية تنظم محاضرات , ولا منتديات تواكب ما يدور في البلاد , والمسجد مشغول بالسياسة التي يديرها كل حزب من مسجده مثل أولئك الذين يوافقون ويوعزون إلى خطبائهم أن ينسفوا كل شيء عبر التحريض من المنابر , مثل أولئك الذين يفجرون الأوضاع كل لحظة من اتجاه محاولين إرباك الوضع للانقضاض عليه وخاصة من احتووا فعل الناس , كل ذلك وغيره ومن اجل ذلك الشاب وغيره يتحتم إخراج النقاش المهم والمفيد وحتى المختلف عليه من الديوان إلى الشارع ….