ومؤتمر الحوار الوطني الشامل 2-2

هشام علي

 - وتأتي قضية العصر التي ناضل الادباء والكتاب من اجلها وهي الشرعية في كل شئ نشر المجلة الشعرية المبدعة دون اعتراض باسم اخلاق القرون الوسطى واحترام العلاقة

وتأتي قضية العصر التي ناضل الادباء والكتاب من اجلها وهي الشرعية في كل شئ نشر المجلة الشعرية المبدعة دون اعتراض باسم اخلاق القرون الوسطى واحترام العلاقة بين الذكر والانثى كأساس لمجتمع حديث والغاء كل الحالات الاستثنائية من الفترة الانتقالية حتى تجميد انتخابات المجالس المحلية انهاء كل مخلفات القضاء الامامي وكل رؤوسه الظالمة والمعتمة والاعتماد على القانون في كل مناحي الحياة.. كل هذه القضايا لا تشكل برنامجا سياسيا كما يعتقد البعض ولكنها موضوع ومجال نشاط المثقف والمبدع وبطريقته الخاصة التي بها يمكن ان يقدم للوطن روحه ونبض الكلمة التي يهب لم تنتبه” الحكمة ” حين اصدر فقهاء من صعدة وما خلفها بروتكول الحداثة وافتوا بإعدام كل من نطق بقصيدة حديثة وخالف القافية والوزن وذكروا بالاسم مجموعة من مبدعي اليمن اعضاء في الاتحاد او خارجه لأننا كنا في خضم المسيرة الوحدوية. ولكننا اليوم في موقع يسمح لنا بالتصدي عن طريق نفس الحرف وليس البيانات.
أليست كارثة ان يحكم عليك بالإعدام وتعتبر في عداد المرتدين لأنك لم تلتزم بالقافية او الصدر والعجز ووحدة البيت¿
أليست مصيبة هذا الاتهام بالفسق والزنا لان القاص أراد أن يحتضن حبيبته او يدفع بها لأن تتعلم القرآن والطب والموسيقي والرسم فقهاء اليوم الذين دخلوا صنعاء وعدن يقولون «لاهذا لناولهن منا»
هذا الزحف الهمجي الجديد الذي يريد منع “القناه الثانية” او تلفزيون عدن لانه عرض برنامجا رياضيا من ضمنه الرقص على الجليد. الا يستحق المتحضر المبدع الذي مجاله” الحكمة ” بحكم التزامها الحضاري ان يقول نعم لتشابك الايدي في لوحة تفيض بالجمال نحن لا نملك من اساليب المقاومة الا القصة والمسرحية والقصيدة واللوحة نحن نقادمهم بقوه لا تحد عندما نؤكد شرعية العشق والهيام بالجمال علنا ونفسد كل الممارسات الشاذة عندما ندفع بفتياتنا وفتياتنا الى معاهد العلم والعمل ونلغي ثقافتهم المهترئة عندما نؤسس مسرحا ثابتا ومستمرا وحديثا ونحن ننتصر حين نصر على النهج الجديد في كل مناحي الحياة وان تعددت المنطلقات.
أليس هذا بكاف لإعادة الحياة للحكمة ووضعها في مسارها الصحيح.
هكذا رسم عمر الجاوي حكمة المستقبل وكذا يمن المستقبل الم اذكر سابقا التوحد بين الحكمة واليمن في ذهن عمر الجاوي كان عمر الجاوي يتحدث عن الحكمة في 1993م “الحكمة ضالة الاتحاد” هذا هو العنوان كأنه ينبه ليس الى ضياع الحكمة بل الى انكسار المشروع الوحدوي واخفاق دولة الوحدة التي لم يستوعب قادة السلطة إنذاك قيمة واهمية هذا الانجاز التاريخي فراحوا يتأمرون من اجل إسقاطه بطرق شتى.
نلاحظ في هذا المقال ان الجاوي يطرح امام المثقفين والادباء مشروعا لحماية الوحدة وان دور الحكمة لا يزال قائما من اجل الوحدة وحمايتها ويشير هنا الى مسألة مهمة فالإجماع الوطني على الوحدة لم يعد كما كان لقد ظهرت قوى وتيارات تعلن خروجها عن ذلك الاجماع الوطني السابق وظهرت مصالح داخلية وخارجية تغذي مثل هذه التيارات وكان الاتحاد وحكمته غافلا وغائبا عن هذه التغيرات الخطيرة كما يقول الجاوي:
وفي خضم حديث الجاوي عن ازمة الحكمة وازمة الاتحاد وازمة الوحدة نجد الجاوي يعود للامساك بالثقافة باعتبارها رافعة التقدم والحداثة في اليمن وهي العامل الاساسي القادر على ترميم المشروع الوحدوي ومعالجة انكساراته ان تفكيك الوحدة بدأ بتفكيك الثقافة ومؤسساتها ومراكزها البحثية والابداعية كان افراغ الثقافة من دورها التنويري والحداثي هو الضريه القاضية في مشروع الوحدة لقد عانت التيارات الاصولية والسلفية والرجعية فسادا في الارض قمعت الفكر المستنير حرمت الفن واغلقت المساح ودور السينما ويذكر الجاوي امثلة عديدة اعتبرها مشروعا منظما للحرب على الثقافة وتحريبها وهو حرب ايضا على الوحدة وبث لعوامل التشظي والانشطار في المجتمع وبدلا من الثقافة التي تجمع وتوحد ظهرت فتاوى تفرق وتمزق وتدعو للقتل والحربازداد المشهد الثقافي بؤسا والصورة التي التقطها الجاوي في سنوات الوحدة الاولي اخذت تتراكم عليها اكوام من الانكسارات والهزائم وبقدر استشراء الفساد في الحكم وبقدر النهب والسلب للأراضي ولمؤسسات الدولة بحجة الخصخصة تارة وحجة تصفية آثار النظام الاشتراكي تارة اخرى بقدر ما كانت عمليات تخريب الثقافة ومؤسساتها أضعافا مضاعفة فيعد جرب1994م او اثناء تلك الحرب تم الاعتداء على المتحف الوطني في عدن ونهب كثير من محتوياته كما فتحت ابواب المكتبة الوطنية ونهب ما بداخلها من كتب وخاصة الكتب والمجلات والصحف اليمنية التي جمعها المرحوم عبد الله من مكتبات العالم الشهيرة.

قد يعجبك ايضا