دمعة حزن على رحيل فقيد الوطن حميد حنش

رياض شمسان


 - 
فقدت اليمن يوم السبت الماضي 21/ 2013/12م واحدا من رموزها الوطنية وهو الأستاذ الفاضل حميد أحمد حنش الذي انتقل إلى جوار ربه عن عمر ناهز الأربعة والسبعين عاما بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني منذ بداية انطلاقة الثورة السبتمبرية الخال

فقدت اليمن يوم السبت الماضي 21/ 2013/12م واحدا من رموزها الوطنية وهو الأستاذ الفاضل حميد أحمد حنش الذي انتقل إلى جوار ربه عن عمر ناهز الأربعة والسبعين عاما بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني منذ بداية انطلاقة الثورة السبتمبرية الخالدة عام 1962م حتى آخر لحظة في حياته ..
لقد تخرج الفقيد العزيز الأستاذ حميد حنش قبل قيام الثورة السبتمبرية من جامعة دار العلوم بصنعاء التي أقام وعمل فيها بعد الثورة أولا في مجال التربية والتعليم وبعد ذلك وبحكم مؤهله العلمي العالي وكفاءته النادرة وثقافته الواسعة ومواقفه الوطنية الشجاعة حظى الفقيد باهتمام وتقدير المسؤولين بحكومة الثورة وبالتالي تقلد العديد من المناصب القيادية والإدارية حيث كان يعمل مديرا عاما للهيئة العامة للخدمة المدنية وكان أحد مؤسسيها وبعدها عمل مديرا عاما لوزارة الإعلام ثم وكيلا لوزارة الإعلام كما عمل وكيلا لوزارة الخزانة وعمل بعد ذلك مديرا لمكتب نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية ثم مديرا لمكتب رئيس الوزراء الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني ” رحمه الله ” ثم مديرا لمكتب نائب رئيس الجمهورية الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني ” رحمه الله ” كما عمل مستشارا لرئيس الوزراء وتعين بعدها عضوا في المجلس الاستشاري وأخيرا عضوا في مجلس الشورى .
وهكذا من خلال كل هذه المناصب القيادية العليا أثبت الفقيد الغالي حميد حنش بأنه أهل لهذه المسؤولية الوطنية وجدير بها وانتزع إعجاب وتقدير واحترام الجميع من زملائه في المرافق الحكومية والمواطنين وكذا كبار المسؤولين وفي مقدمتهم شهيد الوطن الكبير الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني ” رحمه الله ” الذي منحه الثقة الكاملة وكان حميد فعلا موضع هذه الثقة ويبادله الأمانة والوفاء والإخلاص ..
هذه ليست مغالاة بل حقيقة ملموسة على أرض الواقع فلقد عرفت الفقيد العزيز حميد حنش عن قرب في يناير عام 1970م عندما وصلت إلى صنعاء هاربا من عدن التي كانت آنذاك ترزح تحت الحكم الديكتاتوري لنظام الحزب الواحد وهناك في صنعاء التحقت بالعمل في وزارة الإعلام الذي كان حينها الأستاذ القدير عبدالله حمران وزيرا للإعلام وحميد حنش مديرا عاما للشؤون المالية والإدارية واللذان احتضناني وحظيت منهما بكل الحب الأخوي والاهتمام والتقدير والدعم والتشجيع وسعدت كثيرا بذلك وقررت الإقامة والعمل في صنعاء منذ ذلك الحين وحتى اليوم أي أنه قد مضى قرابة الـ(44) عاما وأنا مقيم في صنعاء .
وعندما تم تعييني مرافقا صحفيا من صحيفة (الثورة) للأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس الوزراء التقيت هناك بالأستاذ حميد حنش وتوطدت علاقتي به كثيرا وأصبحنا أصدقاء أعزاء ولذلك على مدى ثلاثين عاما عملنا خلالها سويا مع الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني عندما كان رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية ورئيسا للمجلس الاستشاري ولمجلس الشورى ..
والحقيقة تصعب علي خلال هذه السنوات الطويلة أن أنصف الفقيد الغالي حميد حنش الذي كان يتحلى بكل الخصال الحميدة لقد عرفته كما عرفه الجميع إنسانا نبيلا ذا أخلاق رفيعة كريما شهما متواضعا متسامحا يحب الخير لكل الناس نزيها شريفا بما تعنيه الكلمة من أسمى المعاني ملتزما بالنظام والقانون رافضا للفساد والفوضى كل الرفض .
وكان الفقيد العزيز حميد حنش “رحمه الله” واسع الثقافة يهتم كثيرا بقراءة كتب الشريعة والتاريخ والسياسة وغيرها من الكتب الثقافية وله العديد من الدراسات والبحوث في مجالات مختلفة ..
ندعو الله جل شأنه أن يتغمد فقيدنا العزيز حميد حنش بواسع رحمته ويسكنه فيسح جناته ويلهمنا وأهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون .

قد يعجبك ايضا