أشعار لسركون بولص (1)
محمد المساح
طفلة الحرب
* إلى طفلة عراقية ولدت في الحرب وفي الحرب ماتت الطفلة جاءت تلك المفقودة في الحرب واقفة في نهاية الممر في يدها شمعة أراها كلما استيقظت من نومي في الساعة الأولى من الفجر إنها تنتظر ارتطامي بجدار الحقيقة عيناها الكبيرتان من فظاعة الحكمة تصبران في أشواك الربى حيث أفكاري تجوس ليلا يدي التي بإمكانها أن تقطع قبورها صوتي الذي قد يطرح أسئلة على القاتل أو الرب تعرف هي أجوبة عليها كم طالت الحرب يا طفلة¿ كم من الليالي في قاع أية بئر¿ أية أبدية للأذى الآتي من كل الجهات¿ ماذا كان الجنرال ذو الأربع النجمات سيفعل إن حرموا طفلته من حليبها ليوم واحد¿
تقول الطفلة : لقد أخذوا أهلي في سفينة إلى العالم الآخر كنت أعرف دوما أنهم سيتركونني هنا وحدي على الشاطئ كنت أعرف.
سكة
{ نوافذ القطار الأرضي غائمة الزجاج تفر الأشكال عبرها كأنما من عفريت وتنفرز وراءنا في خانة الفوائت زعيق العجلات على السكة ظهور المحطة التالية في انعراجة النفق المليء بالعويل وبضعة صعاليك على الرصيف يكرعون خمرة من قنان مخفية في أكياس الورق إنه نفس الفراغ الطالع من حضرة آخر الليل في أية مدينة متخمة بالأحياء وبالموتى باريس لندن برلين نيويورك آخر الغرب نهاية الخط سكة الختام.