رب ضارة نافعة
جمال شيبان
أقتبس سياق مفردات “الضرر” من مقال للصحفي والكاتب الكبير عبدالله كمال- رئيس تحرير مجلة روز اليوسف الأسبق معلقا فيه على حادثة تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية مطلع العام 2011م.
كل ضارة (واجعة) وحادث مستشفى مجمع الدفاع أوجع قلوبنا جميعا وأصابنا في مقتل فما ذنب ملائكة الرحمة أو الجنود الذين خطف الإرهاب القبيح أرواحهم الطاهرة دونما وازع من رحمة أو إنسانية أو دين.
ورب ضارة (راجعة) فتكرار الضرر وارد في ظل الارتباك الحاصل وعدم أخذ ما حدث في الاعتبار فأي بلد في ظل المراحل الانتقالية أو “المراحل الرخوة” يكون عرضة للهزات والاختراقات وهذا الحادث الإرهابي وإن لم يكن الأول فقد لا يكون الأخير.
ورب ضارة (مانعة) يجب أن يكون ما حدث هو فرصة للتقييم والبحث عن الثغرات التي نفذ إلينا منها الضرر وأن تكون أعين الجميع مفتوحة وجاهزة لكل الاحتمالات.
ورب ضارة (نافعة) حينما نقف عند هذه الملمات ونستلهم العبرة ونحول الطاقات التي تجمعت إلى طاقات خلاقة لبناء البلد والبعد عن المهاترات التي جلبت عليه المصائب ولم تبنö فيه طوبة واحدة بل على العكس فقد كانت أول معاول الهدم لكل ما تحقق فيه من أمن واستقرار وتطور.
ورب ضارة (جامعة) فقد رأينا كيف هب اليمنيون أثناء وبعد الحادث للتبرع بدمائهم لإنقاذ من تبقى من إخوانهم الذين ضربهم الإرهاب وهذا ديدن الشعب اليمني الكريم الذي دائما ما تجمعهم الملمات والخطوب الجسام فكانت ملحمة رائعة عنوانها أن قوى الشر والإرهاب لن تنال من عزائمهم فهم الصابرون عند كل الشدائد..
وهنا يجب على رئيس الجمهورية المسئول الأول عن أمن واستقرار البلد والذي كان لزيارته بعيد الحادث مباشرة الأثر الطيب وكانت مبعثا للطمأنينة في نفوس كل اليمنيين- وهم يرون رئيس الدولة يزور الموقع الذي استهدفته العناصر الإرهابية إشارة منه إلى أن الإرهاب الجبان لم ولن يهزم دولة بحجم اليمن رغم شحة إمكانياتها في مواجهة غول إرهاب عالمي عابر للقارات- عليه أن يتخذ قرارات شجاعة ومسئولة بحيث يصل تأثيرها إلى منابع الخلل لسد الثغرات التي تسلل منها كما يجب أن تعلن نتائج التحقيقات على الملأ ليعرف اليمنيون من قتل ويقتل أبناءهم بدم بارد ويعرفون من المتربصون والمخططون لهذا الدمار والرعب الممنهج وليكن على ثقة من أن الإرهابيين ومن وراءهم مهما بلغوا من الحقد والإجرام فلن يكونوا أقوى من شعب وقف ولازال إلى جانب قيادته في أحلك الظروف وفي عز الأزمة وكانوا هم رمانة الميزان التي أفضت بالبلد إلى انتقال سلمي للسلطة جنبته الانزلاق نحو الحروب والفتن وهي من ساندت جهوده لإخراج البلد من ذلك النفق المظلم الذي دخل فيه البلد جراء أزمة 2011 والتي لا تزال تداعياتها مستمرة كما أن هذا الشعب الذي خرج بالملايين لتكليفه بقيادة سفينة البلد إلى بر الأمان هو من سيمنحه التفويض ذاته لاستكمال المسيرة لأنه صاحب القرار والكلمة الفصل في ذلك ويجب أن يكون الرهان عليه فقط فهو مالك السلطة ومصدرها وهي فرصة أتمنى أن لا تفوت فالأفئدة والقلوب ترقب وتنتظر من رئيس الجمهورية أن يساهم في إجلاء هذه الغمة وأن يكون البدر الذي يرتقبه الجميع في هذه الليالي المظلمة ويحدوني الأمل أن يكون كذلك.