الرئيس هادي والقوى السياسية.. والعام 2013م
محمــــد محمـــــد إبراهيم
محمــــد محمـــــد إبراهيم –
عام يلوح بالانصراف والحوار الوطني الشامل يراوح عتبة الخروج إلى فضاء التطبيق متجاوزا زمنا يقترب من التسعين يوما على موعد النهاية لقد كان هو النهج الذي سلكه الرئيس عبد ربه منصور هادي بإصرار وعزيمة وارتضته القوى السياسية التي استحسنت بإعجاب كبير عبارة هادي الشهيرة: ( الذي ما يعجبوه هذا الحوار .. الباب أمامه ) التي أوقف بها أصوات رفعها العجل وعقدة الاعتراض المزمنة في 18 مارس -من هذا العام – حيث محفل انطلاقة أكبر حوار شهده ويشهده تاريخ اليمن..
إنها العبارة التي اختزلت العزم الصادق والنزيه لنوايا شخصية سياسية وعسكرية شاء لها القدر أن تأتي في أعتى الظروف سلوكها الصمت والعمل رغم كل الصراعات السياسية والإرهاب المنظم الذي يستهدف ابناء القوات المسلحة والأمن والتفجيرات ومحاولات الاغتيال انتقاما لانتصارات حرب ابين التي تشع من ركام المحبطات والأزمات المتتالية والخبطات التي تطال الكهرباء والألياف الضوئية وغيرها من المعضلات..
ولأن القوى السياسية ارتضت هذا الحوار عليها أن تدرك أن موعد حصاد الشعارات قد حان في لحظة الاختبار الصعب وليس أمامها سوى القبول بنتيجة هذا النهج السلمي لتغيير موازين العمل السياسي وتسوية اعوجاج السياسية لصالح التنمية والبناء..
ولا أعتقد أن أحدا يجهل ما جرى وما يجرى في موفمبيك حيث تتزاحم القوى السياسية- على مدى العام- وتنادي بأعلى صوتها: ” الشعب يريد نجاح الحوار” ويريد التغيير السلمي ويريد التنمية وبين الحين والآخر كانت تتحول قاعة موفمبيك فجأة إلى إعصار بين المتعاركين بالأيدي وبين “المفارعين”..
وحين تنظر من زاوية السياسة تتجلى موهبتك فتعرف أن المعركة التي يقودها فريقك السياسي هي معركة حتمية تنتصر للشعب من خصوم العدالة والحرية والحقوق وووو وغيرها من واوات السياسة وحين تجلس – مع فطرتك السليمة- على مرمى الحياد والعقل “ستصدمك المضرابة” قيميا خصوصا حين تدرك أ ن الأيدي التي تتعارك والعقول التي علقت الحوار بسبب بند بسيط -نادى بنسيان الماضي وفتح صفحة جديدة لبناء الوطن أو مس مصلحتها في حمل السلاح والمرافقين أو بندا أراد العدالة السياسية والانصاف المجتمعي لتقليص فرص الاستحواذ على السلطة في المستقبل- هي تلك القوى التي تنادي باسم الشعب ومستعدة للموت لأجله في أي لحظة.
لكنك ستصعق حين تدرك أن (المفارعين) جميعهم إما من التيار المستقل الباحث عن مستقبل سياسي أو أعضاء في الأمانة العامة لمؤتمر الحوار سهروا وعانوا لتنظيم سير الحوار.. فيما البريء الذي تطاله “دكمات المضرابة” مسكين لا يفهم في السياسة شيء فهو لا يدري لماذا “المضرابة” ولا يتحدث باسم احد وإنما وجد كـ”حبة لتمام المكيال”..
هذا ما جرى ويجري على قاعة موفمبيك فيما وحده الرئيس هادي هو من يعمل بصمت متحملا حنق قوى سياسية خسرت ومديح ومباهاة قوى أخرى ربحت و”دعممة” قوى ثالثة تجد نفسها مظلومة -دائما- وبعد كل خطوة يمضي بها في التغيير تتغير أمكنة هذه القوى بين “الحنق” و”الرضى” و”الدعممة” رغم شعارات هذه القوى المستميتة عند ضرورة إنجاح الحوار- فقط عندما يخدمها النجاح- كفرصة تاريخية “مستحيل ترجع جديد”..
فهل تتذكر هذه القوى كل ذلك وتنتهز الفرصة في التسليم بنتائج الحوار ومساعدة الرئيس هادي في الوصول بسفينة اليمن إلى بر الأمان.. ¿!!!