صنعاء عاصمة اليمن الموحد كرمت أبو التوثيق في اليمن الموحد القاضي علي أحمد أبو الرجال
محمد محمد العرشي

أخي القارئ الكريم.. ونحن في ظل الأجواء السوداء التي تشهدها صنعاء وجريمة الاعتداء على مستشفى العرضي العسكري الجريمة التي هزت الضمير الإنساني عبر القارات الخمس تحاول شرذمة أن تشطر اليمن إلى عدة اشطار لاعتقادها أنه بإمكانها أن تعيد تشطير اليمن مرة أخرى فإنني أنصحهم بالرجوع إلى وثيقة العهد والاتفاق التي تضمنت في طياتها كل مخرجات الحوار التي تم التوصل إليها قريبا فالوثيقة الصادرة في الفترة (1 جمادي الآخر – 7شعبان 1414هـ) الموافق 22/11/1993م – 8/1/1994م) لم تتضمن حكما اتحاديا ولا حكما فيدراليا – لأن من صاغوها كانوا يعرفون تاريخ وجغرافية اليمن حق المعرفة – بل أشارت الوثيقة إلى حكم محلي خشية أن يفشل تطبيق هذه الوثيقة (وثيقة العهد والاتفاق) فهل يرضى أحد أن يفشل مؤتمر الحوار.. ويعيد حكم السلاطين والإمراء والمشائخ أسوة بما كان في جنوبنا الحبيب قبل الاستقلال.. فهل تستوعبون أنكم تلغون أهم مكتسبات ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م وتقضون على أهم ما حققه استقلال جنوبنا الحبيب عن الاستعمار البريطاني..
وفي هذا الجو الكئيب بادرت صنعاء عاصمة اليمن الموحد برجالها وشبابها وشيوخها ونسائها وأدباءها بتكريم الرجل الذي بذل معظم عمره في جمع وتوثيق تاريخ بلاده سواء كان في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب فالقاضي علي أبو الرجال – رائد التوثيق في اليمن الموحد – الذي تعرفه مراكز التوثيق في روسيا وأمريكا وبريطانيا وألمانيا وإيران وتركيا ومن يرد أن يعرف المزيد عن هذه الهامة فبإمكانه قراءة مقالي هذا المنشور في صحيفة الثورة الغراء يومنا هذا الأحد 22/12/2013م…
وفي مقالي هذا نبذة وجيزة حاولت فيها إبراز أهم جوانب هذه القامة الوطنية وأهم محطات حياته ملتمسا منه ومن القارئ الكريم العذر على أي تقصير.
القاضي علي أبو الرجال
هو القاضي العلامة الأديب المثقف الوزير القائد الإداري الكفء القدير شغل عدة مناصب عليا في الدولة هو أعلى منها وقد أسهم إسهاما كبيرا في إثراء الحياة الأدبية والثقافية في اليمن. من مواليد عام 1352هـ الموافق 1933م.
نســـبـــه
هو القاضي علي بن أحمد بن أبي الرجال من أسرة أبو الرجال الأسرة العلمية التي توارثت العلم أبا عن جد ما يقرب من ألف سنة فما من عصر إلا وفيه أديب أو خطيب أو عالم مجتهد أو قاض كبير أو وزير من آل أبي الرجال.
قال جحاف وغيره أن الحسن بن سرح بن يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب يجمع نسب القضاة آل أبي الرجال جميعا.
مولده ونشأته
ولد في مدينة صنعاء المحروسة في عام 1352هـ 1932م في حارة حمام شكر المعروفة في صنعاء وقد نشأ في أسرة وبيئة علمية دينية محافظة وكان والده القاضي أحمد أبو الرجال عالما وموظفا في نظارة الأوقاف وقد تعاقب العلماء من آل أبي الرجال على العمل في نظارة الأوقاف فترة طويلة وكانت والدته تحفظ القرآن غيبا.
تعليمه ومشائخه
وقد بدأ دراسته عند سيدنا حمود البرطي في حي قبة المهدي عباس – في غرف تحت المنازل – المعروف في مدينة صنعاء القديمة بعد ذلك انتقل إلى معلامة سيدنا عبدالله الحيمي بجانب جامع طلحة وكان عمره في ذلك الوقت ثمان سنوات وظل في معلامة سيدنا عبدالله الحيمي أربع سنوات من سنة 1358 إلى سنة 1361هــ وانتقل بعد ذلك للدراسة في الجامع الكبير بصنعاء وواصل حفظ القرآن الكريم غيبا وجوده نظرا لدى شيخ القراءات السبع العلامة المرحوم علي الطائفي وواصل دراسته في الجامع الكبير عند العلامة المرحوم العزي السنيدار ودرس عنده المفهوم والمنطوق وأحكام الفقه من عبادات ومعاملات ثم بعد ذلك درس عند سيدنا العلامة المرحوم إسماعيل الريمي ثم درس عند العلامة المرحوم أحمد محمد بن أحمد الوزير الذي كان والده يسمى حاكم المقام في عهد الإمام يحيى وقد درس لديه النحو والبلاغة والأدب وحفظ العديد من قصائد المتنبي وغيره كما درس لدى المرحوم العلامة القاضي عبدالله الرقيحي ودرس لدى العلامة المرحوم الشهيد الوزير ودرس أيضا لدى القاضي المرحوم محمد بن عبدالله العمري مع زميله المرحوم الأديب الكبير عباس بن علي الوزير وقد اعتبر دراسته لدى القاضي محمد العمري رحمه الله نقلة نوعية سواء من حيث المنهج أو من حيث المعارف التي تلقاها ولاسيما وأن القاضي المرحوم محمد عبدالله العمري قد زار كلا من أمريكا وأوروبا مثل بريطانيا وفرنسا وكان يحاضرهم أثناء الدرس عن هذه الدول وعن المستوى الحضاري الذي وصلت إليه.
القاضي علي أبو الرجال أديب ومثقف
والقاضي علي أبو الرجال درس اللغة الإنجليزية لدى الأستاذ المرحوم محمد بن أحمد الحيفي والأخ الساسي الكبير والسفير الأ