تصوير
محمد المساح
انطفأت أضواء الكهرباء واحدا تلو الآخر, غابت القرية بملامحها الضوئية وغابت الدور كما غاب بشرها في ظلام الليل وقبل غياب الأضواء كان القمر قد اختفى.. ظلت قمم الجبل وحافاته كخط ينحني ويلتوي في لوحة شاحبة رسمتها أضواء النجوم المتناثرة في سماء الليل.
هي الأشجار وحدها لاتنام تظل واقفه تحيا حياتها الليلية أحيانا يناجيها الريح فتناجية بتحرك الأغصان.. حين يتوقف هبوب الريح تعود لتنعزل مع نفسها في لحظة تأمل.
أصوات الكلاب وحدها تحاور الليل.. تظل تنبح ما بين الحين والحين تنسجم الكلاب في صمت الليل تناوش الصمت حتى لا يظل ناعسا في وحدته الليلية.
ثلاث من الشموع تشتعل بالقرب منهن ثلاث من الورود يشتعلن ببهجة اللون البنفجسي في الجوار منهن وردة من القرنفل تشتعل باللون الأبيض عرض الجدار عود صندل “الناد” يحترق بخورا في الركن الفارغ شمعة بيضاء مستلقية هناك لتأخذ مكانها.. في الاشتعال فور انتهاء إحداهن من تلك الثلاث في الركن القصي من الغرفة باكت سيجارة مرمي ومهمل وداخله فارغ, في وسط المشهد عقد من الفل الأبيض مطعم بالأحمر مشنوق على أنتينا الراديو المسجلة يشتعل أبيض الفل بضوء الشموع ويفوح برائحة الليل المفقود.