جمعة الدعاء لليمن

أحمد غراب

الفيديو الذي عرضته الفضائية اليمنية هز وجدان الشعب اليمني وأدمى القلوب ليلة بكى فيها اليمن بأكمله بحرقة آباء وأمهات وأطفال وهم يشاهدون وحوشا في صورة آدميين تجردوا من كل معاني الإنسانية يسفكون دماء أبرياء مرضى وممرضات بغير حق فحسبنا الله ونعم الوكيل
شعر الجميع بمعنى الدمار الحقيقي الذي يهدد كل شبر في الوطن عندما تموت كل القيم والمبادئ ويصبح الموت لعبة وتصير دماء الناس كالماء وتتبدد المسؤولية في عتمة الغموض ويشعر شعب بأكمله بأنه يعيش في هباء وان كل ما حوله غثاء فلا يملك إلا ان يمد ويرفع يديه لرب السماء ويقول ” رب اني مظلوم فانتصر”.
الجرائم التي حدثت في اليمن مؤخرا لو وزعت على العالم لقدمت جميع حكومات العالم استقالتها عن بكرة ابيها وأمها أيضا.
الحكومة والمسؤولون يتعاملون مع الجرائم كأنها ظواهر طبيعية عواصف أوزلازل وانهيارات صخرية لايملكون يدا لإيقافها وليس لهم إي سلطان عليها.
الجرائم اليومية المتوالية تحولت إلى الغاز الشعب يحولل ويخزن ويحلل والحكومة تندد بالبشاعة وتبتهل بالضراعة .
في دول كوكب الأرض قد تجد من المسؤولين من يقدم استقالته بسبب سقوط جرو صغير في حفرة بشارع.
أما في كوكب اليمن فالحكومة تعزي قبل الشعب وتخمن مثل الشعب وتندد وتستنكر مثل الشعب والشعب في خدمة الحكومة وعلى الشعب ان يؤمن الحكومة وان يقوم بكامل مسؤولياته تجاهها وان يسهر على رعايتها ويحرسها ويحميها ويوفر لها الأكل الممتاز والسيارة الفارهة والسياحة والسفريات وعلى الشعب ان يغترب ويرحلوه ويجوع ويجرعوه ويتسلف ثمانية آلاف ريال لكي تنفق الحكومة ثمانية مليار ريال على الشات والدردشة وحوار موفنبيك.
يتواصل التخريب ويستمر التدمير وتتوالى الاغتيالات وتنتقل من خانة العشرات الى المئات
لم نسمع الحكومة تقول حاكمنا وقبضنا وجرمنا واثبتنا بالأدلة والقرائن وعليه قررنا ونفذنا وطبقنا القانون وحاسبنا .
لا شئ سوى حديث العجائز القائم على التخمينات والإنشاءات والتعبيرات والتكهنات لايصرحون ولايحققون ولايكشفون ولا يحاكمون ولايستقيلون ولا يبالون فقط يستنكرون وينددوون ويدينون ويلوحون ويهددون ويعزون ويشكلون لجان ثم يرقدون ثم يستيقظون ليناموا.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين