عابر ليل..
محمد المساح
هذا الرجل كثيرا ما يعبر دروب الليل وحيدا ربما.. من باب التخمين ومنذ البدء لن ندخل في الألغاز..رغم الواقع وأصحابه الملغزين التائهين ما بين السهل والجبل والعبور على الساحل.. هؤلاء الضائعون.. كلهم في دروب الليل وهم نائمون أو صاحون الأمور تتشابه عندهم كلهم رغم أن كل واحد يعتبر نفسه ذا ميزات فريدة وخاصة تخصه وحده.. لكنهم يشتركون كلهم في نهاية المطاف.. في ذلك التعبير الموجز عابرون ليلا كل واحد منهم يبحث عن نفسه المفقودة ويحاول إذا كان في الإمكان وجود نفس مفقودة وضائعة مثل نفسه..يجعلهم الليلة وهم شتيت حتى ولو كانوا داخل الجماعة وحيدون لوحدهم ووحيدون داخل الجماعة هي الأرض بتكوينها الصاعد جبال.. هي الأرض نفسها الهابطة نحو السهل يدفعها الشوق للوصول إلى الساحل..إلى البحر الرائع الذي يلتف حول خصر الوطن.
في الليل وحداء يعبرون دروب الليل..كل واحد منهم باحث عن الشيء المفقود.. تسكنهم الأحلام.. والرغبات المشروعة شيء مايظل كالجدار أمامهم يبحثون عن البوصلة لتحديد الاتجاه يأتي النهار لا يتذكرونه ويقدم الليل.. فيعبرون الدرب عابرين.