إنهم أعداء الحياة!

د. عبدالرحمن عبدالخالق

 - 
 قدöر لي أن أزور في خريف 2011م وتحديدا في 26 أكتوبر مدينة تشيبوكساري عاصمة جمهورية تشوفاشيا ذات الحكم الذاتي وهي إحدى جمهوريات الإتحاد الروسي. لن أقول إنه سبق لي زيارتها

> قدöر لي أن أزور في خريف 2011م وتحديدا في 26 أكتوبر مدينة تشيبوكساري عاصمة جمهورية تشوفاشيا ذات الحكم الذاتي وهي إحدى جمهوريات الإتحاد الروسي. لن أقول إنه سبق لي زيارتها ولن أخجل إن قلت أنني لم اسمع بها من قبل بل وجدت نفسي أنطق اسمها بصعوبة وقد يكون ذلك حتى اللحظة.
( كان علي انتظار سيارة فورد حمراء في الساعة التاسعة صباحا في محطة اسمها (الانتفاضة) هذا ما قاله لي مشرفي العلمي فاسيل زاجوتفيتش جرافولين. وصلت المكان المحدد في الثامنة صباحا أي قبل الموعد بساعة جو خريفي شديد البرودة الحركة في الشارع محدودة. الملل هجم علي وكذا البرد وما كان أمامي إلا الحركة أقاوم به الملل من جهة والبرد.. تجولت في محيط المكان المحدد لي موعدا مررت على أكثر من محل تجاري لا طلب لي غير قتل الوقت الممض ووقاية نفسي من لسعات البرد القارسة.. قضيت وقتا في ممر أرضي. عند التاسعة إلا خمس دقائق صعدت إلى الشارع.. انشغلت بجهازي النقال.. رفعت رأسي على صوت يناديني.. كان ذلك صوت البروفيسور ألينا سرجييفنا رئيسة كرسي النظرية والممارسة في وسائل الإعلام الإليكترونية في كلية الصحافة وعلم الاجتماع توجهت فرحا إلى السيارة.. كان في السيارة أيضا مرشدة خاناييفنا المرشحة للعلوم اللغوية مساعدة في كرسي النظرية والممارسة في وسائل الإعلام الإليكترونية.. كنا والسائق رفقاء الرحلة.. رفقة جميلة هذا ما يمكنني قوله.
>جمهورية تشوفاشيا.. تقع في قلب الجزء الأوربي من روسيا على ضفاف نهر الفولغا. والتشوفاش هم أحد الشعوب التركية فأسلافهم ينحدرون من مملكة بلغار الفولغا. ويتحدث السكان اللغة التشوفاشية وهي لغة قريبة من اللغة التركية والروسية وتعود في الأصل إلى جذور اللغة السليفيانية.
هذا ما عرفته من رفقاء الرحلة فقط عن التشوفاش…
كانت رحلتنا لغرض المشاركة في المؤتمر العلمي – التطبيقي لعموم روسيا (بمشاركة دولية) تحت عنوان (الفضاء الإعلامي الإقليمي – التاريخ المعاصرة والقضايا الملحة 26-28 أكتوبر 2011م).
كانت تمام الحادية عشر والنصف صباحا حين وصلنا المدينة مدينة تشيبوكساري.. استقبلتنا تشيبوكساري كما تستقبل المدن المحترمة زوارها بابتسامة وضاءة ورضا. مدينة من مدن الأطراف غير منبسطة تعجبني كثيرا هذا النوع من المدن نظيفة للغاية مبانيها متناسقة وجميلة. التحمت مجموعتنا مع مجموعة أخرى قدمت من الكلية نفسها كلية الصحافة وعلم الاجتماع في جامعة كازان الفيدرالية.
توجهت مباشرة إلى بوفية كلية الإدارة (مكان المؤتمر).. التابع لجامعة تشوفشسكي الحكومية للتربية جامعة تشيبوكساري.. وهي بوفية صغيرة.. كنت الوحيد. استقبلتني صاحبة البوفية الستينية بابتسامة وقبل أن أحييها.. وقالت السلام أيها العربي.. ابتسمت بدوري السلام.. السلام.. وقالت باللغة الروسية: ماذا يريد ضيفنا العربي.. قدمت لي ما طلبت.. وسألتها ما أدراك أنني عربي. ردت لي ابنة بنتي متزوجة على شاب فلسطيني يعمل مهندسا في الإمارات.. وسحنتكم واحدة.. وأردفت: هل أنت من الإمارات.. أجبتها بأنني من اليمن.. فقالت: وأين تقع اليمن.. في العربية السعودية¿.. أجبتها: العربية والسعودية دولتان متجاورتان.. التفتت يمنة ويسرى وقالت لي بصوت خافت.. أنا خائفة على ابنة بنتي وزوجها من القاعدة.. إنهم قتلة.. ابتسمت وقلت لها لا تخشي شيئا فالقاعدة بعيدة عن الإمارات. فرحت وقالت لي: القتل والإرهاب أعمال بشعة جدا.. لا شيء يبرر القتل قتل الإنسان للإنسان.. وأردفت: أنا مسيحية وأعرف أنك مسلم.. اسم محمد.. أليس كذلك¿.. قلت لها: اسمي عبد الرحمن.. قالت لي: يا عبد الرحمن.. لا أنوي قتلك ولا تنوي قتلي لمجرد أننا من ديانتين مختلفتين.. أليس كذلك¿.. قلت لها: ليس هذه بالأمور التي تبرر قتل الإنسان للإنسان.. نحن بشر في هذا الكون الواسع.
قالت وعيناها تنظران إلى البعيد: إنهم أعداء الحياة!
التفتت إلي بعينين وضاءتين.. مبتسمة.. وقالت: هل تعرفت على شعر الشاعر الشعبي الشوبشكاري بيدر خوزانجي¿.. قلت لها: لم أسمع به قط!
قالت: إذا اسمع!
> بدأت تتلو صاحبة البوفية -المرأة المدهشة- بصوت عذب بعضا من شعر شاعرها المفضل شاعر شوبشكاريا بيدر خوزانجي .
> أعجبني كثيرا إيقاع الشعر ومعانيه.. هل من الممكن أن أحصل على هذين المقطعين مكتوبين. عادت بعد هنيهة.. مدت إلي بورقة أنيقة مذهبة.. مع دخول رفقاء الرحلة من أساتذتي في الكلية.. ومباشرة قال أحدهم وهو يضحك بصوت عال: كشفتكم.. هااا.. لحقتكم تتبادلون ال

قد يعجبك ايضا