الإرهاب لا دين له

محمد السهماني

 - 
فاجعة أخرى تشهدها إلىمن تزيد نزيف الجرح الدامي تلك هي جريمة الهجوم الانتحاري على مستشفى العرضي بمجمع الدفاع المصحوب هذه المرة بالهجوم المسلح على الجنود والأطباء والعاملين

فاجعة أخرى تشهدها إلىمن تزيد نزيف الجرح الدامي تلك هي جريمة الهجوم الانتحاري على مستشفى العرضي بمجمع الدفاع المصحوب هذه المرة بالهجوم المسلح على الجنود والأطباء والعاملين صورة مقززة ومشهد مروع أثبت بلا شك انسلاخ مرتكبي هذه الجريمة من أبسط قيم الإنسانية والآدمية فضلا عن تجرد هذه العملية من كل معاني الرحمة والرأفة ناهيك عن الانحلال الأخلاقي الذي أحدثته هذه الجريمة في حق الوطن لنجزم أن الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الجريمة غير جديرين بالانتماء لهذه الأمة. أن الإرهاب لا يعيش إلا في مستنقعات الدم وكهوف الظلام فلا عجب أن يختار الإرهابيون هذا المصير لأنفسهم لأن عقولهم تأبى أن تستأنس بكل جميل وترفض أن تتعايش مع الآدمية المتحضرة في ظل الانسلاخ الروحي والفكري من القيم والمبادئ التي يطمح الإرهاب إلى تعميمها على المجتمع.
الإرهاب لا دين له عبارة أجزم بها هنا لا لأن فاجعتي على وطني أحرقت الفؤاد ولا لأني أختلف مع فكر منفذي التفجير نظريا وسلوكيا وأمج اعتقادهم المنحرف إلى الحد الذي لم ولن تشهد الإنسانية لهذا الانحراف السلوكي مثيلا له عبر التاريخ فاق جرائم الصهيونية في حق الفلسطينيين جرما وتنكيلا. ولكني أجزم كامل الجزم أن هذه الفئة المجرمة لا دين لها ولا تربطها أي علاقة بأقل قيمة اعتبارية إسلامية ولا يمكن لأي عاقل يقف على الفكر الإرهابي .. ويلمس شناعة وقذاعة ما يجسده هذا الفكر سلوكيا سيقف معي بالقناعة الكاملة أن هذه الفئة من الجرم أن نتعامل معها من منطلق ديني ولا حتى أخوي أو وطني لسبب بسيط لا يحتاج إلى إعادة نظر ولا اجتهاد ولا إلى مراجعة في إصدار الأحكام ذلك أن هذه الفئة تجاوزت كل الحدود فلا المفهوم ولا المنطوق ولا المعقول ولا الواجب ولا المسنون ولا المحمود تركت لنا هذه الفئة مجالا لنتحدث عنها أو حتي نأمل في مراجعتها من خلاله في ضوء أصول الشرع التي ذكرتها مسبقا هذه الظاهرة السرطانية الخبيثة التي جعلت المنتمين إليها لا يبالون بنهايتهم وهم يقدمون أنفسهم قربانا للشيطان. وإلا ماذا نقول عندما نرى المشاهد المفزعة لمصارع الإرهابيين ونحن نرى تفحم أجسادهم وتبعثر أطرافهم بتلك الصور البشعة التي تمجها الإنسانية والتي ينهى الإسلام صاحبها عن العبث بهذه النفس وإيصالها إلى هذه الحالة التي تتقزز منها الطبيعة البشرية ويقشعر منها البدن السليم المعافى فهل سيلومنا أحد عندما نعتبر أصحاب هذا الفكر لا دين لهم ممن رأينا أجسادهم مقرونة بأفعالهم في مواطن عديدة لتشهد على مدى بؤسهم وشقاوتهم وبعدهم كل البعد عن قيمة الانتماء لهذا الدين الذي بلغت روعة معانيه ومنتهى رأفته إلى تأكيد أهمية تكريس الرحمة في حق الحيوان فضلا عن بني الإنسان وهؤلاء يخترقون ولا يبدعون في إزهاق النفس الإنسانية بكل الطرق والوسائل والتقليعات التي لا تخطر على بال بشر.
في معرض الوضع القاتم أستذكر دائما دور الدولة بجهازها الأمني والعسكري الذي يقوم على عاتقه مهمة صيانة الوطن وحماية الناس لا عذر لهم في التراخي عن رصد التحركات لأفراد¿ أسئلة كثيرة تزيد من وطأه الحيرة والاستغراب حول الاختراق وأين تكمن الثغرة¿ لكنني مع هذه السلبية الكبيرة لا أتجاهل مطلقا نقطة إيجابية مهمة متعلقة بنفس الحدث ومرتبطة بعملية اقتحام وزارة الدفاع بالأمس تمثلت في موقف رئيس الجمهورية الذي حرص على تفقد المكان مباشره أثناء الاشتباكات فقد توفق فخامة الرئيس في زيارته لمكان الحادث رسالة واضحة من فخامته للإرهاب وأربابه وأتباعه ومناصريه أن اليمن عزيزة لن تطالها أيادي الإرهاب لفخامة الأخ الرئيس هذا الموقف الشجاع الذي شجعنا إلى حد الاطمئنان أن بلدنا بإذن الله محفوظة ومصانة مهما حاولوا كسر شوكتها طالما ورئيس الدولة يخرج على العالم في مثل هذا الوقت الحرج ليطمئن الجميع أننا شعب لا يقهر فقد نمرض لكننا لا نموت وإذا متنا فوطننا حي تصونه أجيالنا. وفي الأخير بجانب تقديرنا لموقف فخامته فإننا نأمل من كشف الملابسات والحرص فضح المخططات ومعاقبة المرتكبين ومساءلة المتساهلين الذين قد يكون البعض منهم متورطين وإحاطة الرأي العام بها .

قد يعجبك ايضا