هادي.. معادلة النصر في لحظة الخطر

محمد محمد إبراهيم

 - 



كان الجو  مكفهرا وكاد اليأس والاحباط يدب في كل أرجاء الوطن فالإعلام الالكتروني والفضائي وخدمة أخبار الرسائل القصيرة على الهواتف الذكية- التي يتملك

كان الجو مكفهرا وكاد اليأس والاحباط يدب في كل أرجاء الوطن فالإعلام الالكتروني والفضائي وخدمة أخبار الرسائل القصيرة على الهواتف الذكية- التي يتملكها المجتمع اليمني من الطفل إلى العجوز- قد أشعلت البلد من أقصاه إلى أقصاه مع أول انفجار لأحداث الخميس الدامي.. صوره الذهنية تشكلت كفلاشات حمراء تراوغ البصر والبصيرة وفق معادلة الخوف والتوقع لدى المجتمع من احتدام الأزمة التي عاشتها وتعيشها اليمن فالمكان برز كأهم مركز سيادي وأمني ودفاعي والحدث أكمل الصورة بانتهاك رمز السيادة اليمنية وسقوط الدولة في عدوان غاشم اجتاح وزارة الدفاع وسط العاصمة صنعاء..
توالت الأخبار دون رحمة حتى كاد يكون لها وقع الضربة الأخيرة وربما القاتلة لكن البطل لم يقض ولم ينهزم بل ازداد قوة محتملا أقسى الضربات غير آبها لما يسري في أثير التكنولوجيا التي بدت كما لو أنها تقف صفا إلى جانب الإرهاب وأعداء الإنسانية في ايصال رسالتهم التي تطل من وراء أكمة المؤامرات الدنيئة..
لكن هذه التكنولوجيا أيضا كانت على موعد مع نقل معادلة النصر في لحظة الانهيار المحقق لتستعيد الحياة والأمل في النفوس من شفير الموت وهي تنقل خبر زيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي لوزارة الدفاع وموقع الحادث الارهابي في لحظات عصيبة من استمرار الاشتباكات والتفجيرات.. إنها الزيارة التي غيرت المعادلة وأشعلت التضحية في نفوس ابطال القوات المسلحة والجنود والأطباء وسكان صنعاء والعا برين فكانت النتيجة تحول الهزيمة إلى نصر والموت إلى حياة..
ومع خبر الزيارة لم تتعظ بعض المواقع الالكترونية بل ظلت تبث تخرصاتها وتشكك بخبر الزيارة وبعضها تؤكد وجود رئيس الجمهورية لحظة الحادث فيما أخرى تشير إلى استهدافه في الحادث مدöيرة جدلها العدمي المعهود حول ما يجري في العرضي لتستغل ذلك في توزيع تهمها الجزافية والمغرضة وفق هواها السياسي والسلطوي لضرب كل شركاء التسوية السياسية – التي حقنت دماء اليمنيين – وقطع حبل المدد الوجداني بين الشعب والقائد للانقضاض على الدولة والسلطة..
وأيا كانت تلك التخرصات فوجوده – في الوزارة أو زيارة إليها- كان سببا في استعادة هيبة الدولة ورمز السيادة الوطنية في لحظة الخطر المحدقة إذ لم يدع مجالا للشر -الذي ينتشر خبره كالنار في الهشيم- في التقاط انفاسه بل كال له بمعيار الحزم والثبات ومن موقع الحق الذي دحر الباطل.. وكانت إطلالته الوثابة من النافذة المطلة على ساحة العرضي -لحظة بث الخبر التلفزيوني- حيث مجريات المعركة بمثابة شارة النصر من موقع القوة والصمت من موقع الإدراك لكل ما يدور وبذلك استطاع هادي الانتصار بصبر وثبات وشجاعة نادرة واضعا للساسة والقيادات العسكرية معادلة النصر في لحظة الخطر..
ختاما.. ليس غريبا على هادي الذي اتسم بالصمت والفطنة والقيادة العسكرية هذا الموقف الشجاع وخلق معادلة النصر فقد كان- وبشهادة كثير ممن عرفوه وعايشوه- بوصلة النصر الوحدوي في الكثير من المواطن العنيدة والمهددة لمشروع الوحدة اليمنية العظيم خصوصا في حرب صيف 94م الحرب التي انتصرت للوحدة ولم تنتصر للدولة- ومن حينها ظل يراوح الصمت المدرك والملم بتفاصيل كل ما يجري حوله ليأتي في زمن أشد صعوبة وضراوة على وحدة اليمنيين وأمنهم واستقرارهم وكيانهم الاجتماعي الأصيل فكان هو محور الوفاق..

قد يعجبك ايضا