عفاريت الدماء
أحمد غراب
في كل جريمة كبرى تحدث ويذهب ضحيتها عشرات الأرواح البريئة يطل علينا سؤال : لماذا لا تكون الإجراءات الأمنية قبل الحادث بذات المستوى الذي تكون عليه بعد وقوع الحادث ¿!
مع كل الدماء التي نزفت هنا وهناك في هذه الجريمة وغيرها ألا يمكن الخروج بحصيلة معرفية توجد تكتيكا أمنيا أذكى من الجريمة يحاصرها قبل وقوعها خصوصا والبلد مستهدفة .
جريمة كبرى كهذه لايمكن أن تعبر بدون استغلال نقاط الضعف وأهمها افتقاد الذهن الأمني الاستباقي الذي يحتاج إلى ذكاء و سرعة بديهية في قراءة السيناريوهات المختلفة للجرائم ومعرفة النقاط التي يمكن اختراقها ومحاصرة كل الأسباب والمنافذ التي يمكن أن تعبر منها الجريمة ولعل مثل هذا الأمر سيوفر الكثير من القدرات للأجهزة الأمنية وسيمثل حصارا قويا ضد الجريمة ومسبباتها وسيقي البلاد الكثير من الخسائر البشرية والمادية.
مايجب أن يفقهه الجميع أن هذه الجرائم ستستمر وبشكل اكبر ومتزايد عما كانت عليه في حال لم يتم معالجة نقاط الضعف والحواجز التي يتم اختراقها واتخاذ القرارات المناسبة التي تدرأ الكارثة قبل وقوعها فقتل روح بريئة هو قتل لليمن كلها فما بالكم بعشرات الأرواح تزهق بهذا المستوى من الإجرام والعبث ¿!!
عدم وجود جهاز امني متماسك يكمل بعضه ويعمل جنبا إلى جنب كبنيان مرصوص والأمر الآخر الأهم من هذا وذاك أن يفهم الجميع أن الوقت الراهن والحساس الذي تمر به البلاد لم يعد يحتمل الصمت والسرية والكتمان بل ينبغي أن يكون في منتهى الشفافية فيما يخص بالكشف عن الجناة وملابسات كل حادث وتفاصيله بما يعيد تجسيد وإشهار قوة القانون في فرض العقاب بالقصاص الذي هو حياة للناس وقديما قال الحكيم اليماني لا حرية لوطن مجرموه أحرار .
أصبح مرتبطا بذهن الناس في الشارع اليمني أن تشكيل لجنة يعني دفن القضية لأنهم لا يسمعون أي شيء بعد تشكيل اللجنة.
عظم الله اجر اليمن
ورحمة الله تغشى أرواح الضحايا
تعازينا لأسرهم وأهاليهم
إنا لله وإنا إليه راجعون ولاحول ولاقوة إلا بالله
اللهم إنا نجعلك في نحور من أراد الخراب لليمن
ومن سعى في فتنتها وقتل أبنائها
اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم
أمين اللهم أمين
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين