” ترمومتر” الشعب

علي العماري


 - إذا تفرعن الحاكم أو فشل فاللوم لا يلقى عليه وحده بل على المستشارين والمساعدين الموجودين داخل الحلقة الضيقة المحيطة به وكذا الحكومة والبرلمان والقضاء والإعلام والمجتمع بكافة شرائحه.
إذا تفرعن الحاكم أو فشل فاللوم لا يلقى عليه وحده بل على المستشارين والمساعدين الموجودين داخل الحلقة الضيقة المحيطة به وكذا الحكومة والبرلمان والقضاء والإعلام والمجتمع بكافة شرائحه.
فكل هذه المكونات مجتمعة مسؤولة عن الكثير من تصرفات وسلوكيات وإخفاقات المسؤول الأول في أي بلد لأنها لم تقدم له النصيحة خوفا من ردة فعله والحفاظ على مراكزها وامتيازاتها.
وفي مثل هذه الحالة على الشعب أن يمارس حقه المشروع كترمومتر لمراقبة وتقييم عمل وأداء رئيس الدولة والحكومة والبرلمان وحتى سحب الثقة منهم ومن ثم الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة لتصحيح الأوضاع وتلافي اختلالات المرحلة السابقة وفتح صفحة جديدة باتجاه الحل.
أما في حالة اليمن فإننا اليوم أمام منعطف تاريخي خطير وقضايا حساسة واستحقاقات مطلبية ملحة يترتب عليها مستقبل البلد.
وقبل الحديث عن أي تمديد لا بد من دراسة ومراجعة أسباب تأخير موجبات المرحلة الانتقالية المحددة بسنتين وإخفاق أطراف العملية السياسية من رئاسة الدولة إلى الحكومة وأعضاء مؤتمر الحوار في إنجاز مهماتها في الموعد المحدد ولماذا لم يتم كشف وفضح المتسببين في عرقلة وتعطيل عملها¿ فالمكاشفة والمصارحة ضمانة أكيدة لنجاح أي تجربة وتجنيبها من الغرق في بحور التجارب السابقة الفاشلة.
ولا بد من تقييم موضوعي جاد لتجربة السنتين الماضيتين من عمر المرحلة الانتقالية المنصوص عليها في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة سلبا وإيجابا لتحديد مكامن الضعف والخلل وعدم تكرار أخطاء الماضي القريب الذي ثار الشعب ضده من خلال ثورة شبابية سلمية أذهلت العالم.
ولا يجوز الاستمرار في إلقاء اللوم بمشاكلنا على الآخرين ومواصلة ذات السيناريو في تأجيل الحلول وترحيل قضايا الحاضر إلى المستقبل من دون معرفة ما حصل ومصارحة الشعب بما حدث ويحدث ومحاسبة المخلين في واجباتهم ليكونوا عبرة للعابثين بمصير ومقدرات الأمة والمتلاعبين بخيرات وخيارات الشعب.
وإذا كنا حقا نؤمن بالشعب كمصدر لجميع السلطات وصانع المعجزات فهذا هو زمن الشعب وعلينا أن نكون معه ونرفع من شأنه ونسهر على مصالحه وأمنه وخيره وازدهاره من خلال رفع وتيرة الأداء السياسي والاقتصادي وتحريك الواقع الاجتماعي والثقافي وممارسة النقد البناء إزاء مجمل التجاوزات والنعرات والثغرات والنواقص كشرط ضروري وعنصر هام لمواجهة مختلف التحديات الراهنة والمستقبلية.
ومن الواجب أن نتحرر أولا من عقلية المؤامرات وذهنية الصنمية المترسخة في عقولنا وقلوبنا لتجاوز شبح الخوف من غضب إله الحكم ومغادرة مواطن الأشباح والشوائب العالقة في الذاكرة الشعبية منذ عصور غابرة لاجتياز العوائق المثبطة لعزائمنا والمحبطة لأحلامنا والمعطلة لمشاريعنا والسير بثبات وأمان صوب غدنا المشرق.

قد يعجبك ايضا