من الأرشيف

حسين محمد ناصر


 - كانت أخبار الإمام أحمد والتحركات السياسية الجارية في الشطر الشمالي من الوطن آنذاك تجد مساحة لها في كل الصحف اليومية والأسبوعية الصادرة في عدن وطوال الفتر
كانت أخبار الإمام أحمد والتحركات السياسية الجارية في الشطر الشمالي من الوطن آنذاك تجد مساحة لها في كل الصحف اليومية والأسبوعية الصادرة في عدن وطوال الفترة التي كانت عدن والمحميات ترزح فيها تحت نيران الاحتلال البريطاني: وبالذات منذ نشؤ وتأسس الصحافة كان المواطن هناك يتابع النشاط السياسي العام عبر ما تنشره تلك الصحف سواء كان هذا النشاط يتعلق بالإمام ودولته في الشمال أو نشاط السلطات الاستعمارية وحركة النضال المسلح بعد الثورة المجيدة 14 أكتوبر 1963م وكل ما يعتمل من تحولات على الصعيد الثقافي والاجتماعي والأمني .. وقد شكلت الصحافة الصادرة في عدن أرشيفا مهما لكل تلك الأنشطة يلجأ إليها اليوم المؤرخ والمحلل للغوص في أعماق التاريخ الوطني القريب ويبني عليه نظرته المستقبلية للتاريخ القادم.
بين يدي مجموعة ملخصات هامة للفصل الأول من عام 1960م هي عبارة عن نشرات يومية تصدرها وزارة الداخلية في حكومة الاتحاد الفيدرالي تتضمن إبراز ما تتناوله الصحف في عدن من قضايا وتوزع فقط للمسؤولين في حكومة الاتحاد وسلطات الولايات واعتقد أن هذا الأسلوب لا يزال متبعا في وزارات الإعلام في الدول والدوائر الإعلامية في الوزارات والهيئات الرسمية العليا حيث يقوم مشرفو هذه الدوائر برصد أبرز ما تنشره الصحف والإذاعات والقنوات والمواقع الالكترونية والدوريات وتضعه صباح كل يوم على مكاتب الوزراء والمسؤولين الآخرين ومن خلال هذه المعلومات يستطيع المسؤول متابعة الأحداث من حوله: وإذا ما تعلق أمر بشؤون وزارته فإنه يقوم بإعطاء التوجيهات اللازمة بشأنه وكذا الحال بالنسبة للمحافظين أو بالأصح هذا ما ينبغي عليه الأمر بالنسبة لهم ليقفوا أمام ما يكتب ويذاع ويبث من قضايا تخص شؤون محافظة ومديرياتها.
أعود إلى أرشيف يناير 1960م “ربع قرن ويزيد!!” فقد كتبت صحيفة اليقظة بعددها رقم “8” الصادر يوم 8 يناير 60م خبرا حول هروب صالح محسن شرف الدين من “اليمن” وطلبه اللجؤ السياسي في عدن معرفة إياه بأحد موظفي الإمام مشيرة إلى أن السلطة البريطانية رفضت منحه حق اللجؤ لعدم أهميته!!
أما صحيفة «القلم العدني» فقد أكدت أن عددا كبيرا من الناس قد اهتم بلجؤ الشيخ صالح محسن إلى حكومة الاتحاد وطالب هؤلاء بأن يجد كل إكرام وفادة لما له من مقام بين أبناء الجنوب!
وفي يوم 14 يناير 60م نشرت قناة الجزيرة موضوعا بعنوان “محاولة اغتيال في المقام الشريف” مشيرة إلى إلقاء القبض على شاب ذبحاني دخل مقام إمام اليمن في السخنة يحمل قنابل ومتفجرات كما تطرقت إلى العمل الجاري في مشروع طريق الحديدة – صنعاء ولم يعد هناك من تمرد من أحمر أو أسود على السواء!!
ونشرت صحيفة اليقظة بعددها رقم 12 بتاريخ 14 يناير خبرا تحت عنوان “علاقة المؤامرة الأخيرة بالشيخ الأحمر” جاء فيه: أمر جلالة الإمام أحمد رجاله بإلقاء القبض على مجموعة كبيرة من ضباط الجيش اليمني وبعض المدنيين الذين يعملون في الديوان اتهموا جميعا بالاشتراك في المؤامرة التي اكتشفت أخيرا لنسف واغتيال الإمام.. وأعدم رئيسها “سعيد أبليس الأحمر” وتردد أشاعة هنا أن علاقة قوية تربط أصحاب هذه المؤامرة بالتمرد الأخير لابن الأحمر وحركة معروفة في المهجر.
وفي عددها رقم (323) الصادر يوم 20 يناير 60م كتبت صحيفة القلم العدني موضوعا بعنوان “إمام اليمن ينتقل إلى الحديدة ليتعرف على المتآمرين” قالت فيه في اليمن يختلط المذنب بالبريء لا يعلم البريء إن كان مذنبا ولا يعلم المذنب إن كان برئيا!!
والإشاعات خطيرة من السخنة مفادها أن (ابليس) وهو سعيد حسن فارع قد اعترف بأسماء من كانوا يتآمرون على حياة الإمام وعبدالملك العمري ونائب الحديدة والسياغي وغيرهم من رجال الحكومة يتصيدون الناس الذين تحوم حولهم الشبهات فلا يعرف أحد متى يقع في فخافهم وعبثا يحاول من يعتقد نفسه برئيا عبثا يحاول بأنه برئ !!
وأضافت: إن الإمام طار إلى الحديدة ليشرف بنفسه على موقف يعتبره غريبا مؤكدة أن ابليس لا يزال على قيد الحياة وأن شخصا قد أعدم بتهمة التآمر معه. أما الأجانب في اليمن فقد اتخذوا موقف الصمت… إنهم لا يرون ولا يسمعون ولا ينطقون!!

قد يعجبك ايضا