الموت بردا !!

أحمد غراب

 - الصيف أنتهى  ولا ربيع  والخريف انتهى  .. في أي فصل نحن¿
في الليل في شدة البرد القارس في صنعاء كنت اتأمل احد المجانين عجوز شايب
الصيف أنتهى ولا ربيع والخريف انتهى .. في أي فصل نحن¿
في الليل في شدة البرد القارس في صنعاء كنت اتأمل احد المجانين عجوز شايب لايرتدي الا ثوب ممزق يمشي على الرصيف ويجمع مغاريف وقراطيس حافي القدمين يرتعد بردا لكنه يواصل طريقة لاحظت احدهم يلاحقه وبيده بطانية يريد أن يدفئه وهو يرفض.
قرأت خبرا مؤلما أن احد الإخوة الصوماليين مات من شدة البرد في ذمار .
نحن أمام امتحان صعب لإنسانيتنا أمام اللاجئين وأمام المرحلين وأمام الهاربين من جحيم الحروب وإمام الأطفال المشردين ونحن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
الليل طويل والنهار قصير ونهار الفقير أطول وبرد اللاجئ اشد وطأة.
وأنت تأوي إلى فراشك الدافئ وتغوص بين احضان ذك الفراش الوثير الناعم تذكر أن هناك الآلاف يفترشون العراء ويلتحفون السماء لايجدون من مرض دواء ولا من جوع غذاء ولا من برد غطاء.
ما أكثر الملابس الزائدة التي لاترتديها تصدق بها فهي تعني لغيرك الكثير.
ما أكثر المعذبين والمشردين واللاجئين والمعسرين في هذا البرد أسمع أحدهم وهو يقول ويخاطب انسانيتك :
أتـدري كيـف قابلنـي الشتاء *** وكيف تكون فيه القرفصاء
وكيـف البـرد يفعل بالثنايـا *** إذا اصطكت وجاوبها الفضـاء
فـإن حل الشـتاء فأدفئونـي *** فـإن الشـيخ آفتـه الشـتـاء
أتدري كيف جارك يا ابن أمي *** يهــدده مـن الفقـر العنـاء
وكيـف يـداه ترتجفان بؤسا *** وتصدمـه المذلـة والشـقـاء
يصب الزمهريـر عليـه ثلجا *** فتجمد فـي الشـرايين الدمـاء
هـذا الآدمـي بغـيـر دار *** فهل يرضيك أن يزعجه الشتاء
يجوب الأرض من حي لحي *** ولا أرض تـقيـه ولا سمـاء
معاذ الله أن ترضـى بهـذا *** وطفـل الجيـل يصرعه الشتاء
أتلقاني وبي عـوز وضـيق *** ولا تحـنو¿ فمنا هذا الجفـاء
أخي بالله لا تجـرح شعوري *** ألا يكفيـك مـا جـرح الشـتاء
لاحول ولاقوة الا بالله وسبحان الله العظيم الذي ينزل البرد على قدر الدفا والذي يبتليني لينظر هل نشعر بالآخرين ام لا ¿!
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه الجنة وجميع اموات المسلمين

قد يعجبك ايضا