شمـــوخ نوفمبر

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - * إرادة الشعوب هي الأقوى وتصميم وعزيمة أبنائها هي الأمضى من حد السيف تجبر المستعمر بكل قوته وجبروته على إدراك ضعفه أمام منطق الحق وما يختزله من قوة جبارة لا يستهان بها
إرادة الشعوب هي الأقوى وتصميم وعزيمة أبنائها هي الأمضى من حد السيف تجبر المستعمر بكل قوته وجبروته على إدراك ضعفه أمام منطق الحق وما يختزله من قوة جبارة لا يستهان بها في الـ30 نوفمبر انتصرت إرادة أبناء شعبنا اليمني تهاوت جبروت المستعمر أمام عزيمة وإرادة صلبة لرجال أبطال عقدوا العزم على تحرير الأرض وتطهيرها من المستعمر… وما انفكوا حتى انتصر حلمهم في الحياة بحرية وكرامة .
* الأيام النادرة لا تتكرر ولذلك فهي تظل محفورة في ذاكرة التاريخ وخالدة في أجندات الوطن تتغير طبيعة الأزمان وتركيبتها بينما يظل وهجها ساطعا في سماء الحرية والكرامة لا يخفت تبقى وجودا ومنهلا حضاريا متجدد لا يندثر بعوامل التعرية السياسية والجغرافية المتفاعلة ولا تتلاشى جراء الاحتقانات المزمنة (30) نوفمبر يوم ثوري خالد بتجلياته وفعله النضالي أحد الأيام الناصعة التي يزداد بريقها ألقا ولمعانا تتعاقب الأجيال وكلما آتى جيل يستوقفه شموخ نوفمبر ليستقي من نبعها ويستنير بأهدافها ويتعقب دروسها ويرتشف عبقها ولا يمل من استلهام قيمها ومبادئها الحقة والاتصال بها .
* الـ(30) من نوفمبر محطة ثورية خالدة في حياتنا الوطنية ووهج شعبي ساطع بالنضال حملت لنا من عظم المعاني النبيلة والأهداف السامية والمجد الشعبي ما جعلها تقترن حتما بإرادة شعب قام بفعل نضالي ثوري أفضى في نهايته إلى الاستقلال والتحرر من الاستعمار البريطاني تتويجا لثورتي الـ26سبتمبر والـ14أكتوبر في صورة بديعة جسدت الاصطفاف والتلاحم الشعبي في شمال الوطن وجنوبه بكل أطيافه ومكوناته ومستوياته الطبقية والسياسية في وجه الأجنبي المحتل.
* 30 نوفمبر من الأيام التي يزهو بها الوطن ويحتفي بها ثورة شامخة بحضورها كواحدة من أهم المحطات التاريخية الناصعة بنضوج أهدافها ورؤاها من أعظم حركات التحرر المتجردة عن الأطماع والأفعال الدونية صورة نضالية رائعة رسمت بأنامل شعبية متوهجة لا تكترث لشيء غير العزة والمجد والاستمرار في درب النضال ونيل كامل الحريات والحقوق والخلاص من قبضة الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن فتحقق لشعب ما أراد وأجبر جنود المملكة التي لا تغيب عنها الشمس على الرحيل في صباح الـ30نوفمبر1967م كامتداد لسيل من التضحيات وانتصارا لإرادة شعبية وأبعاد وطنية بفعل متسق ومنسجم تطور وعيه السياسي وتشبع بالثقافة الوطنية وآمن بوحدة الإنسان اليمني .
* الاحتفال بعيد الاستقلال وجلاء آخر مستعمر عن جزء غال من الوطن يمثل في الوقت نفسه محطة استذكار للتضحيات الجسيمة لشهداء الثورة المباركة الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن لنيل حريته واستقلاله ويستدعي استلهام الدروس والعبر وما تكتنزه المناسبة من مدلولات واسعة الأفق .

قد يعجبك ايضا