الصواعق .. ظاهرة بحاجة إلى الاهتمام

فايز البخاري


 - هذه الأيام من الله علينا بنعمة الأمطار رغم أنه فصل الشتاء وهو ليس موسمها ولكن هذا أعاد للأذهان مشكلة الصواعق التي تتزامن مع هطول الأمطار كل عام ولا تكاد تخلو منطقة
هذه الأيام من الله علينا بنعمة الأمطار رغم أنه فصل الشتاء وهو ليس موسمها ولكن هذا أعاد للأذهان مشكلة الصواعق التي تتزامن مع هطول الأمطار كل عام ولا تكاد تخلو منطقة من ضحايا الصواعق.. بل لا تكاد تخلو صحيفة يمنية, سواء كانت حكومية أو حزبية أو أهلية من خبر يذكر وفاة شخص أو أشخاص ماتوا بسبب الصواعق الرعدية..
والأمر المستغرب في هذا الشأن أن الحكومة حتى الآن والجهات المعنية فيها وبرغم تزايد حالات الوفاة بالصواعق الرعدية في مناطق شتى من اليمن, وبالذات ريمة ووصابين والمحويت وحجة المطöلة على سهل تهامة لم تقم أبدا بدراسة هذه الظاهرة ولا محاولة إيجاد الحلول المناسبة لها مع أن الأمر بات مخيفا جراء توالي الوفاة بالصواعق الرعدية, وخاصة في المناطق الجبلية كعمران والمحويت وحجة وريمة وذمار واب وتعز وصنعاء حيث كثرت فيها الصواعق الرعدية التي أودتú بحياة عدد لا يستهان به من المواطنين.
وللأمانة لقد صرنا نخشى وبشدة من سقوط الأمطار التي هي مöن نöعمö الله الجزيلة علينا, لأننا نظل نترقب الصواعق الرعدية التي تخالطها بخوف وحذر شديد يعكöر علينا الفرحة بنزول الغيث ويجعلنا في حالة توتر وقلق شديد طيلة فترة هطول الأمطار, خاصة إذا أظلمت الدنيا وازداد انسياب المطر ولمعت في الأفق بروق لا تنذر بخير!!
نحن لم نعد ندري بأي الأمور نبدأ مع المطر: هل من ضرورة بناء الحواجز المائية والسدود للاحتفاظ بتلك المياه الثمينة التي تذهب هباء منثورا دون الاستفادة منها بشيء¿ أم من مشكلة الصواعق الرعدية التي تصاحبها وتودي بحياة الناس دون أنú تتحرك لدى الجهات المعنية أي شعرة في محاولة جادة لإيجاد حلول مناسبة لهذه الظاهرة¿
أم مöن المشكلات التي تخلفها تلك الأمطار في شوارع المدن الرئيسية بما فيها أمانة العاصمة التي تتحول إلى مستنقعات وبرك يخشى الإنسان من الوقوع فيها خاصة وأنها قد تسببت بوقوع العديد من حوادث الغرق والانجراف للممتلكات والأشخاص وتدمير عدد من الأبنية ناهيك عن الآثار الصحية التي تترتب على هذه المياه!!
فعلا نحن في حيرة إزاء المطر الذي يتسبب في مناطق عديدة بجرف التربة الزراعية دون أنú يشعر أحد بخطورة الوضع.
شبكات الهاتف المحمول وأسلاك الكهرباء والتلفون الثابت والبث التلفزيوني الفضائي من الأسباب التي تؤدي إلى ازدياد الصواعق الرعدية التي تودي بحياة الإنسان…فهل يعلم المعنيون ذلك¿!
وإذا كانوا يعلمون فلماذا لا يعجلون بوضع الحلول الكفيلة لمواجهة هذا الكابوس المخيف¿¿
لماذا لا يتم إلزام شركات الهاتف المحمول بعمل موانع وقائية من خطر الشبكات التي لا تكتفي بالتسبب بحدوث الصواعق الرعدية فقط بل تتجاوز ذلك إلى التسبب بأمراض عديدة -على رأسها السرطان- للقاطنين بالقرب من أعمدة تقوية البث وهي كثيرة ومنتشرة في كل المناطق ..فهل تلقى دعوتنا استجابة¿
وعلى العموم الأمل لا يزال يحدونا في أن يتخذ المعنيون التدابير اللازمة لوضع الحلول المناسبة للحد من انتشار ظاهرة الصواعق الرعدية والعمل على تلافي أي قصور يتزامن مع وسائل الاتصالات الحديثة أسوة بكثير من الدول التي عملتú على معالجة مثل هذه الظاهرة الخطيرة ونحن لسنا أقل شأنا من بعضها ولا يعفينا شحة مواردنا من معالجة هذه الظاهرة أبدا لأن المعالجات غير مكلöفة والقطاع الخاص سيقوم بجزء كبير منها إلى جانب المواطنين الذين يحتاجون للترشيد والتوعية بالدرجة الأساس.

قد يعجبك ايضا