كيف نعيش معا..
محمد المساح
تفرد شخصية عيسى يعود إلى بقائه وقيمة أعماله نابعة من الظلام والإبهام من أن الحواريين بين لم ينقذوه ولم يعلن عنه إلا القديس بطرس كان من الجائز أن يتوه نبي الجليل المتواضع كغيره من القديسين الذين جابوا أراضي العالم القديم.. ولكن لا الحواريون ولا القديس بطرس ولا حتى الكنيسة ذاتها بقادرة أن تسلب عيسى شرطه كإنسان ضعيف عديم السلطة ومترفع عن الرفاهية متحول بفضل فقره وضعفه إلى أكبر رمز لخلاص الإنسان..
ما قيل آنفا ما سطره الكاتب والروائي المكسيكي «كارلوس فوينتس» عن شخصية المسيح.. ويضيف فوينتس في فهمه للمسيح: من بين تلك الهرطقات حول شخص المسيح الوحيدة التي تجذبني – مع احترام كل التصورات عن طبيعته تلك التي تتمثل في الإنسان الذي عاش بين البشر هنا فوق هذه الأرض والذي أعطى شتى الدلائل جدية وخلودا لمعنى أن تكون إنسانا بين البشر.
عيسى كنواة حية لكافة الاحتمالات والتناقضات البشرية هو بالنسبة إلى الأعمق والباقي الرجل الذي دعا بفطرته إلى البراءة والطهر ولكنه دعا أيضا إلى الغضب الفعال ضد الفريسيين والتجار في المعبد.
هذه هي قوة عيسى التي لا يمكن قهرها من الفقر والبساطة والمجهول بشر بشيء أكبر من خلاص العالم.. بشر و مارس الخلاص في العالم.. قدم لنا العالم كفرصة للخلاص لا كأرض منقادة قدريا نجو الشرور.
وهكذا نحصل على الحياة الخالدة والتي هي في حقيقتها بعد روحي للرغبة الإنسانية.. هو رجل يصل بالتطلع الإنساني إلى أقصى مداه مثل: كيف نعيش معا¿ كيف نعير بعضنا البعض اهتماما ورعاية¿ وأن لا نتساهل مع النفاق والرياء والمتاجرة بالمقدسات فالمستقبل البشري عند عيسى هو ما يطلبه من أجل أن نعمل في العالم الفردوس عند عيسى هو التضامن مع الآخرين وما يخزنه عيسى للحياة الخالدة هو قيم الحيا في العالم.