حتى في الكتب !!!!
عبد الرحمن بجاش
تمر على محطة البترول فيشير لك الشاب بفتح ( التانكي ) فتفتح وتقفز إلى الأرض وتظل بذكاء أو تذاكي تراقب أرقام العداد وأنت لا تعرف عن الآلات الجديدة شيئا تذهب بسيارتك إلى مبتغاك وكلما لمحت العداد تأكدت أن الكمية لا تساوي ما دفعت !! هو الغش إذا ……تذهب إلى الجزار ويدك على قلبك تطلب كيلو لحمة تمر على أقرب بقال تزنه فإذا هو أقل بكثير ….إنه الغش …. تذهب بالحب الذي أرسلته أمك من القرية للطحين تعود إلى البيت بعد أن تذهب لقضاء حاجة أخرى فإذا كمية الدقيق نفس كمية الذرة !! إنه الغش ……تذهب إلى سوق القات فيزيدون عليك ألف مره , وهناك المكان الوحيد الذي كلما زادوا عليك كلما ازددت إصرارا على العودة ……هو الإدمان على الغش !!! , وكم هي الأمثلة والنماذج دوامة الغش التي نعيشها وبعض فصولها أدمناها مثل ذاك الحبيب الهائم عشقا بمحبوبة يظن أنها تناجيه من على البعد بينما مناجاتها تمر فوق رأسك إلى احدهم يقف خلفك !!! أما الغش على مستوى الوظيفة العامة وعلاقة من هم في جسم الحكومة فحدث ولا حرج !!!أما الغش السياسي فيحتاج إلى كتب !!! والسياسة يرتاح معظم ممتهنيها إلى العمل بها لإيمانهم بأنها الميدان الذي يمكنك عليه أن تمارس لعبة الغش والتزوير والتدليس لتسمع أقرب صحيفة أو صحفي يصفك بـ(الداهية) !!! , حتى في الزوجات فتذهب وتؤشر على من تريدها لتكتشف أنهم زوجوك التي كانت تقف بقربها !!! وتكون معظم الوقت بعين واحدة الغش هنا مقصود ومعلوم فهم أرادوا التخلص منها باعتبارها بضاعة كاسدة !!! , كل ذلك وغير ه تعرفه وتعلمه وتمارسه حتى أنت باعتبار أن من لم ( يعور ) عينه مثل القوم فليس منهم وخاصة بعد مرور الـ أربعين يوما !!!, لم أكن أتخيل أن التفنن في الغش قد وصل إلى الكتب !!!!….كيف ¿¿ , مررت على إحدى المكتبات للبحث عن رواية معينه فوجدتها ودفعت الثمن الذي علقت عليه ( مرتفع ) , لكن شجني لقراءتها أنساني المبلغ المستقطع من المقرر للخبز !!! , لا باس كله غذاء . هكذا حدثت نفسي ….., أربعة أيام وأنا أبحر فيها من الفلبين إلى الكويت , اسمها ( ساق البامبو ) للروائي الكويتي سعد السنعوسي الذي أن امسك بك في أول صفحة فلا تفارقه إلا عند آخر حرف , وعند الصفحات 336و338 لاحظت أنهما تكررتا , وكنت قبل ذلك قد لاحظت في بعض الصفحات أن بعض العبارات ممسوحة, لاكتشف يا قوم أن الصفحات كلها ( تصوير ) , صحت ( يا ربي الغش وصل حتى الكتب ) ويبيعون لك بنفس سعر النسخة الأصلية !!! , هل أسكت ¿¿ سألت نفسي , أجبت ….لا …..يكفينا سكوت فإن تسكت عن أمر صغير فستسكت حيال كل الأمور وتخسر وتخسر البلاد , وقد خسرت وكم خسرنا…….ها أنا أنقل إليكم همي …….