إلى أين يساق البلد¿
عبدالرحمن عبدالخالق

• إلى أين يساق البلد¿.. إلى أين نقاد¿
سؤال يطرح نفسه بجراءة بقوة…
المؤشرات كلها لا تبشر بخير!…
• المسألة –هنا- لا تتصل بثنائية التفاؤل والتشاؤم.. ولا ما بينهما التشاؤل حسب نحت الكاتب الفلسطيني الكبير أميل حبيبي في روايته البديعة (الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل).. إذ قال في روايته المذكورة: «أقوم في الصباح من نومي فأحمد الله على أنه لم يقبضني في المنام. فإذا أصابني مكروه في يومي أحمده على أن الأكره منه لم يقع فأيهما أنا: أمتشائم أنا أم متفائل».
• الكارثة!. هي ما يلوح بالأفق!…
ولا نحتاج إلى نظارات بيضاء ولا ملونة كاسرة لأشعة الشمس حتى نرى غير ذلك فحروب ظاهرة وأخرى مستترة مذهبية طائفية سياسية قبلية جهوية.. إرهاب بقاعدة وبدون قاعدة مليشيات تتناسل كالفطر تهريب تغول للفساد. لرأيتم بلدا يبني الفساد له فيه بعلنية باذخة مؤسسات ولجانا وجمعيات وهيئات.. «شر البلية ما يضحك»!
• الناس في هذه البلد تحولوا إلى فئران تجارب في معامل الجهل يمزقون بمشارط صدئة تجويعا وترويعا ومصادرة للحقوق ونهب وتسلط.
• للناس الخبز.. ولهم الكلمة الفصل.. لهم الحق في العيش الكريم.
فإذا كان المسيح عليه السلام قال: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان» فإنما أراد بذلك أن يعلو من شأن الكلمة الرب.. والرب لا يرضى لعباده الجوع والهوان.
• أين الدولة المدنية المبشر بها مما يدور اليوم من عبث¿… أقل ما يوصف به الخطاب السياسي اليوم هو أنه أشبه بـ(خضراء الدöمن) حيث يتسامق النبات الأخضر الجميل المظهر في تربة موحلة نتنة الرائحة.
• المشهد اليوم يعكس قبح الطوية مشهد يضرب بأنصاله أكبادنا وجعا وحزنا وفواجع.
• هل نقول إنه وطن سائب ذلكم الذي يعرضنا للفقر والجوع ويمد مراكز القوى بجرأة سرقة أحلام أطفالنا وآمالهم¿…
حقا: وطن لقمةö خبز تسرق من فمö جائع وطن ضائع.
• الحل هو الاعتفاöد.. ذلك ما يراد قوله..
أن تعتفد الناس طاوية بطونها.. مغلقة الأبواب على نفسها لتموت كمدا وجوعا.. كما عملت من قبل إحدى ملكات اليمن فقد جاء في (إكليل) الهمداني أنه وجد في قبر من مقابر الملوك باليمن لوحا من ذهب مكتوب فيه بالمسند ما معناه: أنا ديباجة بنت نوف بن ذي شفر بن ذي مراثد فهلك أمرت عبدي يشتري لي في حطمة وقعت بمد لؤلؤ فلم يجد فاعتفدك: أي أغلقت عليها بابها حتى ماتت ثم دعت على كل امرأة تلبس من حليها أن يكون موتها مثل موتها.
• فإن اعتفدت ديباجة بنت نوف فقد اعتفدت مع حليها بينما الشعب لا يملك كـ(البروليتاريا) سوى «قوة عمله.. وقدرته على الانجاب».. فليعتفد من يسرق ثروة الشعب ويتاجر بقوته.. ويخرجه من حرب ليدخله في حرب.
• الانتصار لقضايا الإنسان هو الخيار الأقوى خيار العدل والأمان والسلم الاجتماعي لا خيار التجويع والترويع وسوق الأطفال إلى مهاوي الردى..
