همس خجول

?بلقيس الكبسي

الصفحات الشاردة عن دفتيها بدت كلماتها مبعثرة بين السطور .. وهمس حروف شفيفة تاهتú عن حركاتöها.. وثمة سكون وحيد..! يتعثر في المنتصف .. يتهادى حبوا عله….! بينما يتوسد البوح همسا مشوك .. يشي بغضب وهو يرتجف مبتلا في حلبةö قبضةö من حنق .. تشتعل نارا.. ويتقد الغيض ..! كفى..! كل الابتهالات مصيرها المحرقة. فلا تسلني عن المغفرة ..! غوغاء السياسة متى تاخذ لها قسطا من الراحة من ضجيج مزاولة اجرامها فينا ..
تدثرت سمفيونية الفقد التليد بنوتات من وجع ..! في لحظة آسرة باليأ س عجز عازفها الأمهر قراءة شفرات سلمها الموسيقي فارتحلت الى منفى ما وراء السديم.!وحطت رحالها ما بين الضجيج والصمت يتساءل بدهشة ليل الكادحين : بين فاصلة ونقطة حلم مهدر بلا اعتراض..! بينما رئة الوطن تنتظر أن تتنفس فجرا من نور .. فتستيقظ روح الوجدö .. تسترجعك .. تهفو الى طيفك .. تلهو مع كان والذي كان ..! ومع إغفاءةö المغيبö .. تخذلها فاجعة الرحيل ..! اذعن مبتسما ..فخفضت جناح الود ..فاغرورق قلبه بالحب .. اللحظات التاريخية لا تتكرر .. ! وهذه تاريخ لحظتي ..! ويرتكب في حقي فضيلة الاعتذار .. الدين لا يمحو الغرائز ولكن يروضها.. والتربية تهذب الطباع ولا تغيرها .. وسكون المقابر لا يعني بأن الجميع في الجنة..!
يتهجد في محرابها بتراتيل العاشقين .. خالصا نيته لوجه الحب .. يبتغي رضى قلبها .. وجنة حبها .. يدعي يقين توحيدها .. لكنه في لحظة غفلة ارتد واتخذ له شريكة أخرى..! فهل من قلب خاشع يسجد فوق أشواك الورود .. ولا يتأوه..¿!
يطل بهيا بهمس خجول .. يميط اللثام عن وجهö مساء ملبد بالملل وترهات زمن كبر فكبرت خيباته.. فلم يعد كميلاده يشيح كآبته جانبا ليرتدي سلطانه حلة تشع نورا وضياء .. يطرزه بوشاح من البهاء .. تدلل ومضاته ملائكة الأحلامö .. فتغفو على همساتö أنغام ليل ساحر يهدهد دلاله قمر أنيق.. لا يتقن سوى لغة أفئدة لا تعرف من نخاعها سوى بياض ملائكي .. وتصالح روحي مع فيض الجراح المشبعة بالألم ..!
..! لا ذنب له ..! منú يعشق مساء ساحر سلطانه القمر..!
قمر خجول.. تؤنس الجفون..! تهدي نجومه لليل بهيم
اتنفس برئتي الألم .. اصغي الى السكون من حولي ..وأخلد الى صمتك داخلي اجتاز الضجيج العميق في رحاب السكون ..احتياج كالاجتياح وعذاب يجملني في رحاب الكبرياء لست انا الأنا هو الخطأ في زوبعة النسيان أويت إلى حضن الأحزان أقفلت على نفسي تخوم اليأس ö شهقت آلامي وزفرت آهاتي في تيه الأوهام وتجرعت الحيرة فانتفض غضبي بخريف آن فتداعت أوراقه كالبهتان
بين الفناء والفöناء قدر محظي..!!
إلى البرمائيين كيف تبدو الحياة في وسطين مختلفين ..¿! مذهل ما تقومون به … !! نحن لا نمتلك ترف الاختيار .. تكييف مبهر يستحق الدهشة …!!
ينبلج نور الفجر فتهدأ طلقات نيرانهم شيئا فشيا بينما
عشاق الحروب حمقى يقدسون القتل ويتلذذون بإراقة الدماء ويحقنون الاجساد بالفرقة ويزرعون الفتن و يحصدون ثمارها قبل أوانها . نسجت العناكب السامة خيوطها على المكان إيذانا باحتلاله
وجع الاندهاش حلق عاليا.. هائما.. حائرا.. في سماء السؤال:
أرغمت نفسي مجبرة كاحتلال .. لبريق الترجي بفيض أمل .. علك تكون وطن .. ولكن ..! كل شىء تدهور.. ولم يعد سوى نعيق خراااب .. الضمائر الأشد قبحا والمدمنة على صالونات التجميل ازدادت مسخا .. ولم تجدي سترا كل مساحيق الأقنعة المزيفة .. ولم يجدي عقلي المشدوة بالحقيقة سوى مزيدا من سخرية من قدر ساخر يعيد نفسه متواطئا مع القصاص .. حتى الأقلام المجبرة على حياكة الخديعة بدت مرتعشة .. تختبأ بين سطورها متناقضات تفضح المكيدة .. ما كنت أمجده من عشرين عام أو يزيد ما هو إلا خدعة متقنة الشراك …!

قد يعجبك ايضا