سنظل نحلم

عبدالرحمن مراد

مقالة


 - منذ أكثر من قرن من الزمان ونحن نحلم حلمنا بالحرية والتحرر من الاستبداد والطغيان وحلمنا بنظام جمهوري عادل وحلمنا بعدالة اجتماعية وإذا بة الفوارق بين الطبقبات  ووحلمنا كثيرا وما زلنا نحلم بتعددية سياسية جادة وبفضاء أوسع.. يحتضن بين جهاته الأربع صرخاتنا وآهاتنا وجروح كلماتنا.. ما زلنا نحلم بفضاء آمن تظلنا سحبه ويمه الماطرة دون أن تغرقنا أو تبتل أجسادنا بسياطها الموجعة والغاضبة.
منذ أكثر من قرن من الزمان ونحن نحلم حلمنا بالحرية والتحرر من الاستبداد والطغيان وحلمنا بنظام جمهوري عادل وحلمنا بعدالة اجتماعية وإذا بة الفوارق بين الطبقبات ووحلمنا كثيرا وما زلنا نحلم بتعددية سياسية جادة وبفضاء أوسع.. يحتضن بين جهاته الأربع صرخاتنا وآهاتنا وجروح كلماتنا.. ما زلنا نحلم بفضاء آمن تظلنا سحبه ويمه الماطرة دون أن تغرقنا أو تبتل أجسادنا بسياطها الموجعة والغاضبة.
وما زلنا نحلم أن نمر في شوارعنا دون أن يخطفنا أحد أو نذهب إلى أماكن لا نعرف عنها شيئا ولا يدري عن حالنا أحد حتى أطفالنا الذين تبتهل دموعهم ذات مساء ويحملمون بعودتنا منها.
ما زلنا نحلم بالنماء والرشد ونحلم بديمقراطية حالمة تبزغ من بين الماء وتحيط بها القناديل المضاءة التي لا تنطفي ما زلنا نحلم بدولة المؤسسات ونحلم بالمجتمع المدني ونحلم باحترام سيادة القانون ونحلم بمحكمة دستورية تحفظ هيبة الوطن وكرامة أبنائه.
ما زلت أحلم بمقاضاة رئىس الدولة حين يخل بواجباته الدستورية ويفرط في سيادة الوطن أو حين لا يفي ببرنامجه الانتخابي وينتهك سيادة القانون.
ما زلت أحلم أن يكون لدينا سلطة تشريعية واعية وقادرة على ممارسة مهامها الدستورية ولها من قوة القانون ما يجعلها قادرة على مساءلة السلطة التنفيذية واستجواب المخلين بواجبهم الوطني من الوزراء وكبار المسؤولين وأحلم أن تسحب الثقة من حكومة ما قادمة لم تستطع تنفيذ برنامجها الذي نالت بموجبه ثقة المجلس.
ما زلت أحلم بأن يسارع وزير الداخلية إلى تقديم استقالته حين تقوم العصابات بخطف المواطنين من الشوارع العامة أو الأجانب وهم يؤدون مهامهم الإنسانية.
ما زلت أحلم أن يقدم وزير الثقافة استقالته حين يقف عاجزا عن معالجة طارئ لمؤسسة ثقافية وطنية بدلا أن يعتصم مع جموع المعتصمين منددا أو حاملا لواء الشجب والغضب.
ما زلت أحلم أن يقدم وزير الكهرباء استقالته حين يقف عاجزا عن معالجة مشكلة الكهرباء الوطنية في بلدي ندعي أن فرص الاستثمار فيه كبيرة ونحن عاجزون عن توفير الطاقة فضلا عن غيرها من عوامل الجذب والمميزات الاستثمارية الأخرى.
ما زلت أحلم أن يشعر الحاكم في بلدي بتلك القيم التي وردت في خطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وجسدها الغرب كواقع وسلوك وممارسة وتراجعنا عنها حين كنا في أشد الحاجة إليها.
ما زلت أحلم أن يكون القضاء مستقلا ولا سلطان عليه سوى سلطان الله ووفق شرعه ومنهجه في الأرض دون وصاية نافذ أو حاكم أو صاحب وجاهة.
ما زلت أحلم أن تتحد الأمة في قراراتها المصيرية وأن تتوافق على الحوار في اختلافاتها المذهبية.
ما زلت أحلم أن تستعيد ذاكراتها العلمية والعملية وأن تكون شيئا في معادلة الوجود.
ما زلنا وسنظل نحلم حتى نتمكن من العيش والبقاء وحتى نستطيع أن نقاوم عوامل الفناء والموت التي تدب في أجسادنا وتجرح حروف كلماتنا ونحن نقذف بها وجوه الطغاة المستبدين فالحلم ذاكرة البقاء وكلمات ينبثق من بين حروفها نهارنا ومستقبلنا المأمول.

قد يعجبك ايضا