اللغة.. فضاء حميم
محفوظ حزام

نتناول الحديث ..والحوارات.. والنقاشات ..والمصارحات.. والمكاشفات .. دون أن نقف مليا لنتأمل فيما نقوله: أ ونتذوقه أو نشعر فيه ….وأتحدث هنا عن البعد الحسي لقيمة اللغة من الناحية الجمالية كوسيلة للحياة وضرورة للتواصل وفي عصرنا الحالي ظهر من يتحدث أكثر من لغة إلى درجة التمكن من دهاليز الكثير منها لكن السؤال الذي يطرح نفسه أي اللغة التي تشفي غرور من يمارسها على أكمل وجه كأداة للتناول والتواصل والاستمتاع والإشباع ¿ ومن تجربة شعورية حقيقية وممارسة دائمة أعتقد أن اللغة العربية هي من تستحق الأحقية لذلك المجد العظيم ولا أسعى لإحياء قيمة هذه اللغة وإن كان ذلك من حقي وواجب عليا لكن ربما أن هذا الإيمان العميق بلغتي العربية لأني تغربلت معها وجدانيا وللتوضيح الدقيق ..:لعل الجميع متيقن بأنه لا يوجد طالب إلا ودرس اللغة الإنجليزية في مراحله التعليمية المختلفة بل أن البعض واصل فيها كتخصص أو أختار لغة أخرى كدراسة أكاديمية .. ولست أمهد هنا لثورة حسية مضادة على اللغات الأخرى ولا أتعصب للغتي أو أذهب للتجديد أو لفكرة الانتشاء ولكني أروي تجربة شعورية بحتة وفق مقاييس نفسية متماسكة ودقيقة تنتمي إلى ذائقة خاصة تتميز بها اللغة العربية.. من سحر مؤصلا فيها .مثل هذا الشعور القوي والعميق هو من يوقظ الروح وينعش الخاطر في صميم الحوار أو الحديث أو عملية السماع أنا بدوري هنا أسجل شعور من تجربة وجدانية خاصة بعد أن مضيت شوطا جيدا في لغة أجنبية أخرى من هنا تجذر لديا ذلك الإحساس العريق تجاه اللغة العربية وأنا الآن أقول : وبصوت قوي ستبقى اللغة العربية وجه الحياة الشعورية التي تشبع الفؤاد وتثلج الصدر كوسيلة للتعبير والتنفيس وبطبيعة الحال أنك حين تبدأ دراسة لغة أخرى فأنك تسعى إلى أن تتعمق في منهجها وتريد أن تمارس ذلك من خلال الاجتهاد والسماع والقراءة وبالتالي تتقلص عندك مسألة التناول للغتك الأم…. من هنا أدركت الشيء الكثير من ذلك الاتجاه الشعوري والذي يزداد كل ما تعمقت بالابتعاد عن اللغة العربية مضطرا إلى لغة أخرى , لكم كنت أجد غربة موحشة جاثمة على قلبي وأنين قاسي يكسر حبالي الصوتية !!! ولا يقف ذلك الشعور عند مسألة التحدث بل حتى عند القراءة لكلمة ما أو قصيدة أو تقديم أغنية أو …..أو.. لعل كل لغة من اللغات تحمل بأعماقها بذرة جمالية ساحرة تتمتع بها … لكن يبقى الفرق الجوهري كأنه أشبه بالعين الطبيعية والعين من الزجاج وليس ذلك خيال مسبل الجناح لكنها حقيقة . فاللغة العربية لها ذائقة خاصة تشبع متناولها أيما إشباع وتضيف له إحساس غريب وممتع …..سواء وأنت تتحدث أو تترنم بها أو عند سماعك لوصلة غنائية أو قصيدة شعرية أو سردية أو حين تنادي أحد بعيد أو حتى عن طريق التواصل معه بالهاتف أو حتى عندما تصرخ متوجعا من ظالم شرس فالكلمات كثيرة …هذا ما وجدته وبدوركم خذوا موضعكم في البحث الوجداني لذلك وصوبوا .. الأهم أن لا تفسحوا للركود منفذا إلى أفئدتكم !! تأملوا وبحثوا وستجدون النتيجة . أما ما أشعر به وأعيشه دائما..فهو حقيقة وليس خيال. أبحثوا وليكن أجركم الأجل والأجمل … بهجة حتما ستملأ أوردتكم التي سترى النور في روح هذه اللغة العجيبة الساحرة والتي هي أشبه بمخلوق دائما في تجدده وكأنها روح خاصة موطنها السماء وقد أناط بها الخالق دورا رائدا لا يبلى وحسا لا يفنى …!! وإعجاز بليغ ينساق مع كل الأزمان!! ليكون النشوة والعبرة واللذة والعظمة والجمال والجلال والديمومة والأبدية… وختاما إن اللغة العربية عليها مسحة خاصة تتماهى معها الروح والوجدان يكفي أنها تلين الفؤاد وتدفع الفرد إلى الرقي والكرم …يكفي أنها تمد متعاطيها لنيل السجايا والصفات النبيلة وترفده بقيم عالية أصيلة ..وتثبت ما لديه من أخلاق آدمية .. وأشجع وأنصح الجميع بأن لنا أن نمضغ ونهضم اللغات الأخرى بل ونجير ونترجم كل ما تميز به الأخر إلى لغتنا والممتع أن نتمثل المعرفة والحب بلغتنا العربية التي هي سر سعادتنا لأنها مرتبطة بأصالة البقاء الشعوري…والفعلي ولا بديل لنا عنها فهي كالوطن الصحي وأجزم بأن المتأمل في من يدرس لغة أخرى ويجيدها وهو غير مؤسس في اللغة العربية تأسيسا جيدا نجده إما متبلدا حسيا أو معاقا معنويا ومعرفيا أو مصابا بضعفö ذهنيا !!! ومن بدا له غير ذلك فعليه أن يتأمل أكثر وأكثر..وأن يست
