ضوابط للحد من استنزاف المياه الجوفية‮ ‬

محمد العريقي‮ ‬

 - ❊ .. ‬مديونية قطاع المياه لدى الغير تصل إلى عشرات مليارات الريالات‮ ‬‮ ‬والهدر المائي‮ ‬مستمر في‮ ‬أكثر من مشهد‮ .‬
وياليت كانت مصادرنا المائية
‮❊ .. ‬مديونية قطاع المياه لدى الغير تصل إلى عشرات مليارات الريالات‮ ‬‮ ‬والهدر المائي‮ ‬مستمر في‮ ‬أكثر من مشهد‮ .‬
وياليت كانت مصادرنا المائية تصب من أنهار أو بحيرات أو من ثلوج دائمة ومستمرة‮ ‬‮ ‬المشكلة أن المصدر الرئيسي‮ ‬للمياه وخاصة المستخدم في‮ ‬الزراعة في‮ ‬الكثيرمن مناطق اليمن هو من المخزون الجوفي‮ ‬في‮ ‬باطن الأرض‮ ‬‮ ‬والذي‮ ‬تجمع عبر آلاف السنين‮ ‬‮ ‬ولذلك‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تركز الضوابط على هذا الجانب‮.‬
‮- ‬فقطاع الزراعة‮ ‬يستحوذ على‮ ‬93٪‮ ‬من مصادر المياه السطحية والجوفية فقد بلغت إجمالي‮ ‬المساحة المزروعة بحوالي‮ ‬مليون وأربعمائة ألف هكتار تعتمد على‮ ‬50٪‮ ‬من مياه الأمطار و50٪‮ ‬تعتمد على المياه المروية منها‮ ‬80٪‮ ‬من المساحة المروية معتمدة على المياه الجوفية‮.‬
‮- ‬المساحة الزراعية المعتمدة على المياه الجوفية ارتفعت بين عامي‮ ‬1970‮- ‬2008م عشر مرات‮ ‬‮ ‬فمثلا ارتفعت المساحة المروية المعتمدة على المياه الجوفية من‮ ‬37000‮ ‬هكتار عام‮ ‬1970م إلى‮ ‬567000‮ ‬هكتار عام‮ ‬2008م‮ .‬
‮- ‬على الجانب الآخر تقلصت المساحة المروية المعتمدة على الأمطار من مليون هكتار عام‮ ‬1970م إلى‮ ( ‬695‮ ‬ألف هكتار‮) ‬عام‮ ‬2008م‮. ‬
والمحزن أكثر أن نسبة كبيرة من هذه المياه الجوفية تذهب لري‮ ‬القات الذي‮ ‬يزرع على مساحة تقدر من‮ ‬30‮ ‬إلى‮ ‬38‮ ‬٪‮ ‬من المساحة الزراعية المروية‮ ‬‮ ‬ويعتبر أكبر محصول استهلاكا للمياه الجوفية‮ ‬‮ ‬حيث‮ ‬يصل الاستهلاك المائي‮ ‬لهذا المحصول‮ ‬40٪‮ ‬من المياه الجوفية‮ (‬د/نائف أبو لحوم كبير أخصائي‮ ‬إدارة المصادر المائية بالبنك الدولي‮).‬
إذا‮ ‬كما‮ ‬يشير الدكتور أبو لحوم فإن المخزون الجوفي‮ ‬يستنفد بصورة عشوائية مخيفة‮ ‬‮ ‬يستدعي‮ ‬التدخل ووضع كوابح ضاغطة تخفف من حدة الاستنزاف‮.‬
لكننا نلاحظ ضعف السيطرة على الوضع المائي‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬‮ ‬كما هو حال الانفلات في‮ ‬مجالات أخرى‮.‬
انفلات السيطرة على الوضع المائي‮ ‬أكثر خطورة لأن ما‮ ‬يتم هو سحب المياه دون تعويض كمن‮ ‬يسحب من رصيد بنكي‮ ‬دون تغذية حتى‮ ‬يصبح رصيد مكشوف‮ ‬يؤدي‮ ‬بصاحبه إلى الإفلاس والفقر‮.‬
إذا نحن أمام مشهد مائي‮ ‬يستدعي‮ ‬التدخل لوضع قيمة حقيقية وعادلة لمايستهلك من المياه وخاصة في‮ ‬الزراعة التي‮ ‬تعتمد على المياه الجوفية‮ ‬‮ ‬وهذا ليس إجحافا بحق المزارع اليمني‮ ‬الذي‮ ‬يضخ المياه الجوفية لمزرعته التي‮ ‬تروى بالغمر‮ ‬‮ ‬وإنما هو أسلوب متبع في‮ ‬الكثير من الدول ومنها الأردن‮ ‬‮ ‬حيث‮ ‬يفرض على كل مزارع‮ ‬يضخ المياه الجوفية أن‮ ‬يضع عدادا‮ ‬على البئر وكلما استهلك كثيرا كلما طلب منه دفع قيمة المياه بنسب أكبر‮.‬
وفي‮ ‬اليمن أثير جدل كبير‮ ‬غير محسوم حول هذا الموضوع‮ ‬فهناك من‮ ‬يقو

قد يعجبك ايضا