حين تتبدل الأمكنة..

محمد المساح


 -  تفجرت مشاعر عدة في جشائبة تلك الليلة مشاعر كان يرتأيها أنها قد توارت وتحللت فيما وراء النسيان لكنها تلك الأمكنة التي وسمت الوعي في بدايات تفتحه.
محمد المساح –

تفجرت مشاعر عدة في جشائبة تلك الليلة مشاعر كان يرتأيها أنها قد توارت وتحللت فيما وراء النسيان لكنها تلك الأمكنة التي وسمت الوعي في بدايات تفتحه.. ورغم مرور الزمن.. والابتعاد عن تلك الأمكنة فإن تلك المشاعر والتذكرات المفروض.. أننا قد فرغنا منها ودفناها بعيدا جدا عن مسكن الذاكرة.. ولم تعد تمثل أية علامة أو ملامح حتى نتذكرها.. لقد مر الزمن وراكم فوقها الأتربة والرمال.. ولم يعد لها وجود لكنه الإنسان.. حين يعود إلى تلك الأمكنة.. وبتلك الفجائية العجيبة.. تقفز الصور والملامح وبدون تدرجات تقفز من أعماق الأعماق.. تنفض طبقات النسيان ويتبدى حضورها جليا.. وحينها نواجه ذلك النوع من «النوستالجيا» مرض الحنين.. ولا ندري بعدها.. إذا كان هذا التقدير في مكانه الصحيح كنوع من المرض أو أنه الرغبة الملحة.. الرغبة المستحيلة لاستحضار الزمن الجميل الذي عبر ولن يعود ومن هنا.. تنطبق المقولة القروية لو الزمن يأتي بأحسن لن تقوم القيامة ومن ثم تتالى الأسئلة المعلقة أحين تبدل الأمكنة وبعض ملامحها مظاهرها أن لا وقت للتذكر.. بالفعل لأن التذكر ينتج بالتالي حسرة ومرارة..
وأن العودة.. إلى الأزمنة العتيقة الجدران العتيقة التي تآكلت أحجارها بفعل الأملاح.. والرطوبة هي عودة.. تبحث عن أشياء مضت.. ومضت غارات خارج الذاكرة وإذا ظلت بقايا أو نتف من مظاهر وملامح من تلك الأمكنة.. وأزمانها العتيقة.. هو مجرد مرض.. مرض الحنين.. يثير الحسرة والمرارة وهو في خاتمة المطاف.. نوع من تعزية للنفس وعزاء للذاكرة.. إذا كانت تتذكر.

قد يعجبك ايضا