الباقيات الصالحات
أحمد غراب
لاتتوقعوا من كاتب فقد النور الذي كان يبصر به الحياة أن يكتب لكم عن انقطاع الكهرباء !
ربما تودون أن ألقي على مسامع المتسببين بانقطاع الكهرباء محاضرة عن ظلمة القبر.
الظلام ظلام القلب يا أعزائي وظلمة الجهل أعيت من يضويها .
في الليل عندما تغار النجوم وتهدأ العيون أستلقي على الفراش وأتساءل في الظلمة يا ترى كيف أبي الآن¿
ينهرني عقلي البشري المحدود قائلا : كيف تركت أباك ينام وحده في لحد ضيق وسط مقبرة مظلمة ¿!
تقول روحي : ” بجوار أبي ما هو أفضل مني : عمله الصالح ورحمة ربي”.
ربما نحن كبشر نسيء استخدام نعمة النسيان ونعيد تفعيل شريحة الشيطان مع مرور الوقت .
سأحدثكم عن الحياة :
ـ ما أقصرها ما أكذبها !!
ـ الحياة خبر عاجل : ” عاش ومات “.
ـ الحياة كذبة كبيرة وصدقناها.
ـ الحياة كاميرا خفية نعيشها “حقيقة” ونكتشف في النهاية انها ” مقلب ” ¿
ـ الحياة مرحلة انتقالية تعلمنا أن كل شيء بأسباب الجنة بأسباب والنار بأسباب “فمنú يعúملú مöثúقال ذرة خيúرا يره ومنú يعúملú مöثúقال ذرة شرا يره”
” كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل “
” إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “
” إن سعيكم لشتى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى “
هل يمكن التوصل إلى مؤتمر حوار في القبر يحول دون أسئلة الملائكة الاجبارية ¿
هل يمكن ان تنقذك تعهدات المانحين في حال احتجت حسنات ¿
ماذا قدمت لحياتي ¿ ماذا قدمت لبلدي ¿ ماذا قدمت للناس ¿
ما العمل الصالح الذي سيرافقني إلى قبري وسينام معي في لحدي بعد ان يعود اهلي ولايصبح أي قيمة لنفوذي ولا لسلطتي ولا لأموالي التي جمعتها ¿
أريدك يا أبي أن تزورني وأنا نائم وأن تبتسم لي كما كنت تفعل دائما لن أحدثك في السياسة ولا عن مشاريعي المستقبلية سأحدثك عن شوقي لك فقط وعن حبك الذي يسكنني.
رحمة الله تغشاك يا والدي وجميع أموات المسلمين
عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي