احتياجاتنا في عصر التكنولوجيا ..!
خالد الصعفاني
khalidjet@gmail.com
.. في زحمة التوهان عن أولوياتنا وضعف الأداء للحكومات المتواصل تبرز اللغة العامية ويخبت صوت اللغة الفصحى , وبينما تتسع دائرة الاستهلاكي وتتوسع احتياجات الترف تضيق دائرة ما هو استراتيجي وتتقلص متطلبات النمو .. ومن هنا فلدى زيارتي الثانية لجمهورية الصين زارتني وأنا أتجول وأتأمل فكرة مجنونة لعمل “بزنس” طالما والصين أصبح بلدا يصنع كل ما يريد غيره ولو كان مجنونا ..
.. قلت في نفسي نحتاج في اليمن إلى ” صمول ” أحجام وأشكال مختلفة فمن ” صميل ” كبير إلى متوسط إلى صغير ومن “صميل” مدرج إلى ” فريقة ” من ذلك النوع الذي يعرفه أهل الريف أكثر من أهل الحضر وهو عبارة عن “صميل” لكن أعلاه جزء دائري يشكل نقطة القوة والعقاب الحقيقية فيه ..
.. ونحتاج في اليمن إلى “مطبات” اصطناعية تخفف على الأهالي وهواة عمل “المطبات” الكلفة والتعب المصاحبان لعمل “مطبات” الاسمنت وما أكثرها في بلادنا لاسيما العاصمة التي أصبحت تستحق بالفعل لقب مدينة المليون مطب ..
.. نحتاج في اليمن إلى تغليف وتعبئة ” الشمة ” و ” التمبل ” حتى تبدو بحالة أفضل وصحية أضمن .. والأمر يستحق فجمهورهما كثير ويعد بالمزيد مستقبلا إذا ما عرفنا أن هناك قرى يتشارك فيها أرباب البيوت مع أهاليهم وأبنائهم ” لفحة ” البردقان كما لا يستطيع آخرون الاستغناء عنها حتى وقد أصبحوا في العاصمة او المدينة ..
.. ونحتاج في اليمن إلى معجون قات جاهز معبأ في عبوات بلاستيكية أو زجاجية أو حتى في باكيتات على طريقة بواكت الطماطم السفري .. وبهذا نكون قد قطعنا دابر جشع المقاوتة وتحكمهم في التخزينة اليومية لليمني .. كما نكون صحيا قد ضمنا نظافة القات وانه بالفعل تم غسله وشطفه وتجهيزه بطريقة تتوافق مع الصحة العامة .. أما ثالثة المنافع فهي أننا سنساعد معشر من تدمرت أسنانهم بفعل القات إلى الحصول على تخزينة سهلة لا تتطلب أسنانا صحية ..
.. ونحتاج في اليمن سيارات يعتمد تفاعل إطاراتها مع ميكانيك السيارة على الاسبرينج والهدف مواجهة المطبات الكثيرة التي لا يكاد يخلو منها كيلومترا واحدا في بلادنا .. فكرة الاسبرنجات ستجعل السيارات مقاومة لصدمة المطب وتجعل مرور المركبة فوق أي مطب أسهل وأيسر ..
.. نحتاج في اليمن إلى “مترات “صينية ليس من موديلات “الزلزال” و”الأمير” و”الخليج” كما عندنا , بل من ذلك النوع الذي لفت نظري في الصين نفسها حيث لا صوت مزعج ولا انبعاثات سمية كما عندنا ..
.. نحتاج في اليمن إلى فيتامينات تقوي الجهاز المناعي لكل من حب العمل والانتماء للبلد وتقدير القانون والانصياع للنظام وتقديس الآداب العامة واحترام حقوق الغير .. وهذا الطلب ملح جدا لأن الواقع أثبت لنا انه لا التعليم ولا التربية ولا الوعي ولا حتى الحكومات المتعاقبة في بلادنا استطاعت أن تخطو بإيجابية تجاه كل هذا وأصبحنا وبلدنا نفسه قبلنا يدفع ثمن الفوضى والفساد العامين ..
أخيرا :
.. ليتني فكرت في “بزنس ” آخر ينفع المجتمع , لكنني حين تأملت لم أجد إلا احتياجات اليمني اليومية التي أصبحت في حكم الضروري وهي الأفكار الواعدة بعوائد مالية مجزية كيف لا وقد قطعت تجارة المولدات الكهربائية والشموع أرقاما قياسية في ظاهرة العجز الكهربائي المتواترة , وهي أفكار استهلاكية ومجنونة شديدة الشبه بتلك التي يهتم بها مستثمرو اليوم وتجار الطريق الحريري بين الصين – دبي – اليمن ..!