اليمن والصين علاقة بصياغة التاريخ
د/ نبيل الحاج
الحديث عن العلاقات اليمنية الصينية حديث ذو شجون وطويل لأن هذه العلاقات ضاربة بجذورها في عمق التاريخ فهي من أقدم علاقات اليمن مع العالم الخارجي وخطوط التجارة التي عرفت قديما بطرق اليمن والسند والهند والصين خير دليل على ذلك وقد تطورت هذه العلاقات مع مر السنين وخاصة في العقود الأخيرة وشملت الكثير من المجالات ومنها المجال الطبي وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإن أول الأطباء الصينيين وصلوا في أربعينيات القرن الماضي وقد عملوا في مستشفى المملكة المتوكلية اليمنية التي كان اسم المستشفى الجمهوري التعليمي بالأمانة سابقا أما بعد قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين فقد تعمقت هذه العلاقات الطبية وزاد عدد البعثات الطبية في مختلف المحافظات اليمنية وبالنسبة للمستشفى الجمهوري فدعم الجانب الصيني بدون حدود وبسخاء كبير وخاصة في الآونة الأخيرة فهناك بعثة طبية في شتى التخصصات الباطنية الجراحة العامة المختبر العيون الأذن والأنف والحنجرة الوخز بالإبرة الصينية وهنا نخص بالذكر مركز العيون الذي أثث بالكامل بالتعاون مع جمهورية الصين الشعبية والذي يعتبر المركز الأول على مستوى اليمن كما كان للدورات القصيرة التي قدمها الجانب الصيني للأطباء اليمنيين الذين ابتعثوا إلى الصين للتدريب وكذا وصول الوفد الصيني الطبي لعمل مخيم عمليات العيون المجاني أثر كبير في كسب الخبرة وتعميق أواصر العلاقات المتميزة بين الجانبين الصيني واليمني كما أننا بصدد إنشاء وفتح مركز العلاج الطبيعي والوخز بالإبر الصينية المزمع عمله في الهيئة كمركز نوعي على مستوى البلد وهناك الكثير والكثير والذي لا يتسع المجال لذكرها فالشعب اليمني سيظل يبادل شعب دولة الصين العظيم كل الوفاء والود لهذا العطاء المتميز.
أما إذا تطرقنا إلى العلاقات بين الكادر الصيني واليمني في الهيئة فهي متميزة فالأطباء الصينيون عندما تتعايش معهم تجدهم صادقين في تعاملهم أنقياء لا تشوب شائبة مخلصيين ومتفانين في عملهم هذه خلاصة تجربتي الخاصة من خلال عملي وعلاقتي مع الدكتور الجراح وانغ فقد كان لي ليس زميل المهنة وصديقا بل كان أخ عزيز فلم يتأخر يوما عن تلبية النداء سواء كان ليلا أم نهارا فسرعان ما تجده إلى جانبك لخوض ملحمة جراحية متميزة فشغف العمل معه لا ينضب وهكذا هم الصينيون طيبو القلوب والسرائر وكان لفراق زميلي الدكتور وانغ آثر حزين في نفسي فلقد مرت السنة التي عمل لدينا في المستشفى كلمح البصر وعسى الأيام أن تجمعنا في يوم من الأيام.
• نائب رئيس هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي بالأمانة للشؤون السريرية