«الفدرالية غير الفدرالية»!!

عبدالله السالمي


 - 

يخطر في بالي المشاركة في الحديث الدائر حاليا عن «الفدرالية» كمصطلح سياسي بات يمنيا مöن وسائل الإعلام التقليدية إلى فضاءات التواصل الاجتماعي والإعلام التفاعلي يحتل مرتبة متقدمة

يخطر في بالي المشاركة في الحديث الدائر حاليا عن «الفدرالية» كمصطلح سياسي بات يمنيا مöن وسائل الإعلام التقليدية إلى فضاءات التواصل الاجتماعي والإعلام التفاعلي يحتل مرتبة متقدمة في الخطاب السياسي والإعلامي مöن حيث نسبة تكراره العالية على ألسنة السياسيين والإعلاميين وفي استخدامات الكتاب والمثقفين والهواة..
على أن ما يعنيني في هذه العجالة ليس أكثر مöن التذكير بأن مفردة الفدرالية بالانتقال مöن هيئتها اللفظية كمصطلح إلى صورتها الذهنية المجردة كمفهوم شأنها شأن مفهوم الديمقراطية ومفاهيم أخرى كثيرة مöن بينها الدولة ليستú في مأمن مöن عاديات الاستدعاء المحلي الذي يجرöد المفاهيم الكبرى مöن جوهر دلالتها وحمولتها الأصلية ثم يضفي عليها بدلا مöن ذلك معاني عقيمة ومشوهة لا تربط بين كل منها وبين روح المعنى الذي لازمها خلال تشكلها الحضاري أية صلة.
في هذا السياق ربما علينا أن نتساءل: إلى كم مöن الوقت سننتظر قبل أن يتقرر بشكل نهائي ما إذا كانت الفدرالية التي تحوم حولها مراكز القوى السياسية والعسكرية والقبلية والدينية هي الفدرالية على طريقة المقولة المحلية «فöدúرة لي وفöدúرة لك» أما الفدرالية التي تعني في جوهرها على حد تعبير رونالد ل. واتس «ترسيخ الوحدة واللامركزية والمحافظة عليهما في آن واحد»¿!
ينبغي أن يكون واضحا أن حسúم المعنى الذي تستحضر به الفدرالية أو الهدف مöن توسلها هو في العملية كلها الشيء الأكثر أهمية ومعيارية أما ما عدا ذلك مöن تفاصيل فستظل مجرد لواحق يكون الحكم عليها إيجابا بمقدار ورودها في سياق يحقق جوهر الفدرالية بالمعنى الذي سلف أو يكون سلبا بمقدار ورودها في سياق مöن المعنى يتعارض مع جوهر الفدرالية وغايتها الكلية.
لهذا السبب وبالنظر إلى شذوذ ما لدينا مöن تطبيقات على مفاهيم الدولة والسيادة والديمقراطية والمجتمع المدني والأحزاب السياسية عن ما هو متعارف عليه بالنسبة لدلالة هذه المفاهيم عالميا لاسيما في المحيط الجغرافي والديموغرافي الذي تشكلتú فيه وارتبطتú به مöن حيث النشأة والتموضع فإن على رأس ما يخشى أنú تكون «الفدرالية غير القابلة للجمع بين الوحدة واللامركزية!!» هي النموذج الذي سيتمخض عن التجربة المحلية في بلد اعتاد التعايش مع «دولة بلا دولة»!!
Assalmi2007@hotmail.com

قد يعجبك ايضا