اليمن تودع أحد علمائها وقضاتها وأدبائها
■ محمد محمد عبدالله العرشي

أخي القارئ الكريم.. لصحيفة الثورة الغراء إنني اليوم أنعي أحد رجال الأدب والعلم والفكر في اليمن إلى الأمة اليمنية والعربية والإسلامية العلامة الأديب الكبير أحمد محمد مداعس الذي كان من أوائل رجال الكلمة والصحافة الذي ندد بالاستعمار البريطاني وجرائمه في جنوب اليمن العزيز في منتصف القرن العشرين وكان يبشر الشعب اليمني بقرب نهايته.
والقاضي أحمد مداعس كان من أوائل الأدباء والصحفيين والعلماء الذين عقبوا في صحيفة أخبار اليمن في تاريخ 11مايو 1964/ على خطاب المرحوم الرئيس جمال عبدالناصر الذي قال فيه: على بريطانيا أن تأخذ عصاها وترحل.
أخي القارئ الكريم .. في صباح يوم السبت الموافق 8 ذو القعدة 1434هـ شيعت صنعاء بجميع أطيافها وقضاتها وعلمائها وأدبائها القاضي/ أحمد محمد مداعس عضو المحكمة العليا سابقا الذي كان يعتبر من أحد أقطاب اليمن في الأدب والقضاء في عصرنا الحاضر.
والقاضي أحمد محمد مداعس من مواليد محافظة إب عام 1345هـ الموافق 1926م حيث كان والده العلامة القاضي محمد يحيى مداعس يعمل في لواء إب في ذلك التاريخ وكان القاضي محمد يحيى مداعس يعتبر أحد علماء اليمن المشهورين في عصره وله العديد من المؤلفات منها: (البحث الحميد الجاري على محض التوحيد) (تبصرة ذوي الأفهام في الرد على من أنكر علم الكلام) (الكاشف الأمين عن جوهر العقد الثمين) وقد توفي عام 1351هـ الموافق 1932م.
وقد درس القاضي العلامة أحمد محمد مداعس لدى العديد من العلماء أشهرهم: القاضي العلامة/ يحيى الإرياني والمرحوم العلامة القاضي/ عبدالله السرحي والمرحوم القاضي/ عبدالله الجرافي… وغيرهم من العلماء في عصره.
والقاضي أحمد محمد مداعس يعتبر صديقا ملازما للقاضي/ محمد إسماعيل العمراني – أطال الله عمره – وهو خريج المدرسة العلمية وقد تخرج من شعبة الاجتهاد.
والقاضي أحمد مداعس كان في حياته يميل إلى الأدب والشعر وهذه الخصلة هي التي جمعت بينه وبين صديق عمره القاضي محمد إسماعيل العمراني. والجدير بالذكر أن القاضي أحمد محمد مداعس قد أخذ الكثير من كتب أمهات الحديث عن القاضي محمد إسماعيل العمراني منها: الأمهات الست في الحديث مثل: صحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود…إلخ.
ونظرا لاهتمام الأديبين القاضي محمد إسماعيل العمراني والقاضي أحمد محمد مداعس بالأدب فقد كانا أحد أعضاء المنتدى الأدبي في صنعاء والذي أسسه الأديب والصحفي الكبير المرحوم السيد/عبدالكريم بن إبراهيم بن حسين الأمير.
وقد ذكر الأديب الكبير الدكتور/عبدالعزيز المقالح بأن القاضي أحمد كان يقوم بدور حمامة السلام بين المتخاصمين من أعضاء المنتدى الأدبي الذي كان مقره في منزل الأديب الكبير السيد عبدالكريم إبراهيم الأمير. وأشار الدكتور عبدالعزيز المقالح إلى أن القاضي أحمد كان مؤهلا للقيام بهذه المهمة الصعبة نظرا لتواضعه ودماثة أخلاقه ولا سيما عندما يكون الخلاف بين رواد منتدى عبدالكريم الأمير الأدبي وفي النهاية كانت آراء وأفكار الشاعر الكبير المرحوم عبدالكريم الأمير هي الصائبة في كثير من القضايا.
ونظرا لكثرة مجالسته للشاعر الكبير عبدالكريم الأمير فقد رشحه عبدالكريم الأمير سكرتيرا لتحرير جريدة الإيمان التي كان يرأسها (الأمير).
القاضي أحمد محمد مداعس مؤسسا للإدارة القضائية في شمال اليمن
عين القاضي أحمد وكيلا لمطبعة صنعاء التي كان مديرها الأديب الكبير/ عبدالكريم الأمير وبعد قيام الثورة عين مديرا عاما للمحاكم بوزارة العدل وأسهم مع مجموعة من الخبراء المصريين في تأسيس المحاكم وإعداد الكوادر والسجلات وتنظيم أعمال الموثقين في المحاكم.
القاضي أحمد محمد مداعس صحفيا
وفي هذا الصدد فقد كتب الأستاذ/ علي عبدالله الواسعي – أطال الله عمره – تحت عنوان (اختطاف صحفي) ويقصد بالصحفي (القاضي أحمد محمد مداعس) الذي كان قبلها يعمل سكرتيرا لجريدة الإيمان ومحررا فيها ويقصد بالخاطف (وزارة العدل) التي قامت باختطافه وعين فيها مديرا للمحاكم. وقد كتب الأستاذ علي عبدالله الواسعي – أطال الله عمره – مقالاته في صحيفة الصحوة في الأعداد (1182-1183-1184-1185-1186) وذلك تعقيبا على صدور كتاب (من بواكير حركة التنوير في اليمن .. المجموعة الأدبية والصحفية للقاضي/ أحمد محمد مداعس) والذي قمت بجمعه وتحقيقه والتقديم له.
ثم عين القاضي أحمد بعد ذلك عضوا في مكتب رفع المظالم الشرعية التابع لرئاسة الجمهوري
