التــوك تـــوك.. خطر بثلاث عجلات
تحقيق / أسماء حيدر البزاز

> المرور: أكثر ضحايا التوك توك النساء والأطفال
> مختصون: لا تتوفر فيه وسائل السلامة.. وضرره أكثر من نفعه
عربة التوك توك جاءت من الدول الآسيوية وخاصة من الهند التي تعتبر أكبر مصدر لها عالميا , و بفترة قصيرة اجتاحت شوارع العاصمة ومدن المحافظات اليمنية , وتميزت بأسعارها الرمزية المناسبة , ولكن لفداحة أضرارها وعدم تطابق شروط السلامة عليها تتجه الحكومة إلى حظر استيرادها عبر مشروع قرار رفعته وزارة الداخلية إلى الحكومة ..
على الواقع قد تختلف المسألة فبالنسبة للتوك توك في اليمن تعد وسيلة جديدة ورائعة وشكلا مميزا ,لأنها وسيلة تختصر الوقت بأسعار أقل تكلفة عن تلك التي ندفعها في مركبات السير الأخرى لكن تبقى المشكلة وهي التي استدعت حظرها في أمانة العاصمة المخاطر التي تنتج عن استخدام التوك توك كوسيلة مواصلات خصوصا في ظل غياب شرطة السلامة في هذه الوسيلة .. وفي هذا التحقيق نتابع القضية.
وهذا ما يراه محمد دهاق – أعمال حرة يقول: عربات التوك توك لا ينقصها سوى التنظيم المروري , وإلا فإنها مثل أي مركبة أخرى , وبالمقابل هي وسيلة للترزق للعديد من الأسر ومن يقول إنها شوهت العاصمة فهذا غير صحيح فإذا أردتم تنظيم العاصمة وشوارعها فعلا , كافحوا ظاهرة الترزق غير المشروع والمتمثل بالتسول والتقطع وعصابات السرقة ..
طلبة الجامعة يقرون بأضرارها ويفضلون منافعها , حيث وصفتها فاتن القدسي – جامعة صنعاء بأنها تاكسي البسطاء , قائلة : جامعة صنعاء قرية علمية متشعبة المداخل ومتباعدة المباني والقاعات الدراسية فبين محاضرة نحتاج للتنقل من قاعة إلى قاعة ولهذا فنحن نستخدم التوك توك ولم تحدث لنا أي إصابات تذكر , سوى ما حدث لإحدى الزميلات من خدوش بسيطة على ساقيها نتيجة وقوف التوك توك المفاجئ وهذا يعود لعدم وجود حزام الأمان .
بيد أن أم سلطان العيني كما حدثتنا أختها نجوى كانت ضحية التوك توك التي هي بحد ذاتها مخاطرة حيث إن عطلا في العربة تسبب في قلبها رأس على عقب وعلى إثر ذلك فقدت أم سلطان جنينها في شهره الرابع , فمن تشارع ومن تقاضي والسائق هو الآخر قد كسرت يده !!
أحد سائقي دراجة التوك توك النارية مجيب عاطف يعلل سبب قيادته لها حاجته للمال الذي يعول به أسرة مكونة من 11 فردا , مبينا : إن كان هناك خطر فنحن أول المعرضين له , وإن يريدون أن يمنعوا عنا قيادة ذلك فليعطونا البديل !!
أخطار جمة
ويرى إدريس علي الخطيب – المدير التنفيذي لمنظمة قف المرورية : أن التوك توك وسيلة النقل التي أثارت إعجاب العامة في بادئ الأمر بعد أن أصبحت من وجهة نظر المواطن حلا للازدحام وسيلة اقل تكلفة وأكثر سرعة ويستطيع هذا التوك توك اختراق الازدحامات والمرور بين السيارات والشوارع لكن إدريس يرى أن لها أضرارا كثيرة أبرزها أخطارها الأمنية وتسببها في وقوع الكثير من الحوادث المرورية وعدم الالتزام بقواعد المرور , واصبحت اعراض المشكلة تظهر يوما بعد يوم وأخاف أن تتفاقم بازدياد أعداد هذه الوسيلة التي تشكل الكثير من المخاطر على مستوى السلامة المرورية وعلى المستوى الأمني أما في الجانب الفني فيرى أن هذه الوسيلة نجدها تفتقر إلى كافة وسائل الأمن والسلامة من حيث التصميم للهيكل لأنه ليس ثابت كما انه لا توجد به وسائل الأمان للسائق والركاب فبعض منها مصمم لثلاثة إلى أربعة ركاب مع السائق وهذا يشكل خطرا كبيرا على راكبيه ومستخدميه لأنه يتعارض مع وزنه وتصميمه , كما أن هذا التوك توك يستخدم في بعض الدول كوسيلة نقل في الأزقة والشوارع الضيقة التي لا يمكن للسيارت العادية استخدامها أما في صنعاء فقد بات يسابق السيارات في الخطوط الواسعة وهذا يشكل خطرا كبيرا في حال تعرضه لحادث مع سيارة أو شاحنة ما.
أداة للجريمة
وتطرق الخطيب إلى بعض مشاكل سائقي التوك توك فهناك من يقود هذا الوسيلة من الأطفال من هم دون سن الثالثة عشرة وهذا يعد مخالفة قانونية كما أن سائقي هذه الوسيلة الآخرين ليسو مؤهلين ولم يحصلوا على رخصة قيادة لهذه المركبة والأسوأ من هذا كله هو تجاوز سائقي التوك توك لكل قوانين وقواعد المرور وعلى مرائى ومسمع من بعض رجال شرطة السير حيث صار حالهم حال سائقي الدراجات النارية العادية الذين لا أعلم لماذا تم ترقيم درجاتهم دون تسجيل مخالفاتهم المرورية التي نشاهدها يوميا أمام أعيننا من قطع لإشارات المرور والتجاوز الخاطئ فهم لا يحتكمون لقانون المرور, كما أن هذه الوسيلة تشكل فرصة وأداة لارتكاب الجرائم وتهديد للأمن وتلوث البيئة وصورة غير حضارية وغير لائقة بأمانة العاصمة مثلها مثل الدراجات النارية العادية.
الأطفال والنساء
ومن جهته يقول عبد الرزاق المؤيد – نائب مدير عام شرطة السير بأمانة العاصمة : كان التوك توك في بادئ الأمر ذي استخدام ش
