يكون اليمن أو لا نكون
احمد غراب
رغم جسده المثكل بالجراح يرفع اليمن يديه ويدعو: “اللهم اكفني شر أبناء لهم وجه البار وقلب العاق”.
ليست المشكلة في شكل القادم وصورته بقدر ماهي في عدم شعورنا بالوطن كل واحد ينظر الى الوطن من زاويته الخاصة وتلك نظرية “رأس الديك” الاعمى الذي لم يبصر من الدنيا سوى رأس كلما تكلموا عن شئ أو وصفوا له مكان يقول: “أيش هو من رأس الديك¿”.
يحدثوه عن الثورة فيقول ايش هي من رأس الديك¿
عن مؤتمر الحوار فيقول ايش هو من رأس الديك¿
عن يمن جديد فيقول ايش هو من رأس الديك¿
لم نتعلم ان نتفق على شئ وعلى رؤية وسطية لاضرر ولاضرار كل واحد ماسك من السكة طرف ولاهدف ولاهدف ولاهدف!!!
وانت تمشي في اسواق اليمن وتجد الفواكه والرمان والعنب والتفاح والبرتقال وتذوقها احمد ربك وقل بلدة طيبة ورب غفور واذكر نعمة الله عليك بلد ترابها ذهب لو زرعناها لأغنتنا عن استجداء المساعدات والقروض.
وانت تنتقل بين المحافظات اليمنية فتلمس تنوع المناخ وروعته وسحره هناك ممطر وهناك مشمس وهنا حر وهناك برد بلد تجد فيه تنوعا مناخيا غير موجود في العالم قل الحمدلله ودعنا نفكر معا كيف ننهض بالسياحة وكيف نوعي القبائل ونعلمهم وكيف نهذب عملية اقتناء الاسلحة ونمنع كل العادات والظواهر السلبية ونقف معا ضد كل تخريب يطال الخدمات الاساسية.
كثرت الديكة وفسد الليل وهناك من يعترض لا لشئ الا لمجرد الاعتراض وتلك المصيبة بعينها وهناك من إذا اعطي وافق وإذا منع انقلب وثار وهدد وخرب وهناك من يصطاد في الماء العكر وهناك من يمشي بين الناس بالفتنة والنميمة وهناك من يتعصبون لأفكارهم أو لمشاريعهم أو لمناطقيتهم وهناك من لايقبلون بأي حلول وسط حتى اذا اشتعلت الحروب واحترق البلد وتمزقت كل ممزق اصبح نادما يعض على يديه.
نحن امام اختبار حقيقي لوطنيتنا ولحبنا لبلدنا فهل نتخلص من انانيتنا ونرجسيتنا ونخرج من قوقعة نفوسنا ومصالحنا الضيقة إلى افق مستقبل يعيش فيه الجميع بخير وأمان.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.