الاحتباس الخضاري

احمد غراب

> بسبب ازدياد درجات الجهل وتلوث الوطنية بغبار المصالح وارتفاع ثاني اكسيد النفاق وانحباس رياح التغيير الحقيقي نحن نعاني من “الاحتباس الخضاري” ـ لا أقول الحضاري ـ فالحالة التي نعيشها هي حالة “مخضرية” بكل ما تعنيه الكلمة وكلمة مخضرية هذه قصتها قصة فمن الحكايا التي نسمعها من كبار السن أن القذافي قال مرة للرئيس السلال: أيش رأيك لو مزجنا الدستور اليمني مع الكتاب الأخضر¿! فرد عليه السلال رحمة الله عليه :عتقع مخضرية”.
ما أعنيه بالمخضرية هو تداخل الأمور واشتباكها إلى درجة عدم تمايز الأمور فالناس في الشارع اليمني يعيشون حاليا حالة حيرة شديدة في ظل التعقيد الحاصل والأكيد أن اليمن تمر حاليا بظروف مصيرية حرجة ونحن نبدو في حالنا كمن يقف أمام غرفة الانعاش بانتظار خروج الدكاترة ليطمئنوه بأن الحالة مستقرة وستكون أفضل بإذن الله.
الأكيد أيضا أن هناك من لا يرد الاستقرار لليمن ومن لا هم لهم سوى مصالحهم ومساحات نفوذهم وهؤلاء لا يرون في اليمن سوى إنها خارطة تتقاسمها الأطراف المتصارعة.
والحاصل أن اليمن السعيد في حالة احتباس منع من ظهوره استمرار الجهل.
الجميع يعلم جيدا أن اليمن الآن على وشك كارثة اقتصادية بسبب تراجع عائدات النفط والخدمات الأساسية شبه غائبة والناس ضابحون ووضع البلد عاطل.
وقد جرت العادة عندما تفلس البلاد أن الحروب تظهر والجرائم تنتشر والكوارث تتوالى والفلتان يزداد حتى تأتي تسوية وتعهدات مانحين ثم تهدأ ثم تعود وهكذا دواليك حروب تذهب وحروب تأت ومشاكل لا تنتهى والناس ملوا من هذا كله وصاروا يبحثون عن الخلاص حتى يلتفتوا للبناء والتعمير والبحث عن فرص عمل.
باختصار الشعب يريد الخروج من حالة الصراعات المستمرة بروية تضمن انتهاء التدهور الاقتصادي والفلتان الأمني والفساد وتفرز حكومة كفاءات تعتمد مقياس العمل لا حزبية ولا محاصصة.
لحظات ينتظرها اليمنيون بفارغ الصبر أقل ما يمكن أن توصف إنها حرجة ولسان حال الشعب المهم خلصونا نشتي نطلب الله ونشقى على عيالنا وننهض بإقتصاد بلدنا.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي