الحديدة.. كابوس القمامة يتفاقم .. ومسؤوليات النظافة غائبة
تحقيق / خديجة بورجي – محمد محمد إبراهيم

حين جرحتنا مناظر الزبالة والمياه العادمة حاصرتنا مفارقات الواقع المعاش والمكانة التاريخية والتجارية لمحافظة كالحديدة وقائمة الممكنات في ظل وضع الحديدة اليوم. معاناة المواطن جراء تدني مستوى النظافة وواقع عامل النظافة كجزء من منظومة المهمة العامة والخدمية للنظافة والتحسين الحضري للمدينة ودور المجلس المحلي كهيئة سلطوية لها دور الرقابة والحسم في هذه المشاكل.. هذا ما سلطت عليه صحيفة الثورة ضوء مهمتها الخاصة في هذه الحلقة :
المجلس المحلي:
, نقابة عمال النظافة مسيطرة على الإدارة وهذا سبب تدهور المدينة.. ونعلن لكل شركات النظافة رغبتنا في التعاقد معها لرفع المخلفات
نقابة عمال النظافة :
, ألزمنا العمال المقصرين بأداء واجباتهم ولكن غياب الإدارة والإنصاف ضاعف من المشكلة
مواطنون:
, ندفع رسوما شهرية وكلما ذهبنا إلى صندوق النظافة نجد العمال مضربين
(لا توجد نظافة أو خدمات نظافة.. فالنظافة بالحديدة من السيئ إلى الأسوأ ولعل سبب هد التدهور إهمال قيادة المحافظة لهذا القطاع وتقاعس صندوق النظافة والتحسين والمواطن يدفع رسوما على فواتير الماء والكهرباء والتلفون وغيرها من مصاريف الخدمات وكلها تصب من أجل التحسين والنظافة ولا نرى لا نظافة ولا تحسينا ولا ندري أين تذهب هذه المبالغ التي هي بالمليارات حيث لا نرى منها شيئا في أرض الواقع).. هذا ما أوضح المواطن عمر شوعي علي -من سكان غليل- حين سألناه عن معاناته كمواطن جراء تدهور النظافة.. مؤكدا أن المخلفات والقمامة تجتاح كل شارع وكل زقاق وكل يومين وعمال النظافة مضربون..
أما المواطن محمد حميد الوصابي منطقة غليل فيرى أن سبب تدهور النظافة هو غياب وعي المواطن في رمي القمامة إما أمام منزله أو بالقرب منه ولا يذهب إلى الأماكن المخصصة لرمي القمامة. لكن وعي المواطن مرتبط بتساهل عمال النظافة وإضرابهم المستمر وأيضا تأخر سيارات النظافة في أخذ القمامة من نقاط التجميع يودي إلى تراكم القمامة فينصرف المواطن عن نقاط تجميع القمامة إلى أماكن أخرى فتخيلوا المنظر في هذا الحال عندما تسقط الأمطار وتختلط بالمخلفات وما يصدر منها من روائح كريهة ومن خطر على البيئة.
النظافة بالحديدة من سيئ إلى أسوأ -حسب المواطن عمر سعيد من حارة الحوك السفلى-لم تشهد تطورا أو اهتماما فدور الحكومة غائب وتدني وعي المواطن ازداد مع هذا الغياب ففي الفترات السابقة كان هناك براميل لرمي القمامة وما نلاحظه الآن ليست موجودة وإن وجدت توجد في الشوارع الرئيسية..
إشكالية غياب النظافة والتحسين متراكمة ومتداخلة هناك جانب من السلطة وتقصيرها في حقوق العمال وتماطل في ترسيمهم وهذا منح العمال غير الملتزمين فرصة التقاعس عن أداء أعمالهم. هذا ما يراه المواطن احمد الشميري -حارة القاهرة – مضيفا فوق تلك الأسباب إغفال الموطنين أنفسهم بأهمية النظافة والمواطنين معتبرا أن المواطن شريك أساسي في تكوين الملمح العام والنظيف لأي مدينة من خلال اتباعه قواعد النظافة واحترام المظهر العام وهذا ما لم يحصل في الحديدة داعيا الجهات المعنية إلى رفع وعي المواطن عبر وسائل الاتصالات المرئية والسموعة والمطبوعة ومواقع التواصل الاجتماعية من أجل خلق بيئة صحية.
المجاري والنظافة
في نزولنا الميداني واتجاهنا إلى الإدارة العامة لصندوق النظافة والتحسين التقينا بأحد مشرفي النظافة في الميدان -طلب عدم ذكر اسمه- ليسترسل متحدثا عن أسباب تدهور النظافة وارتباطه بالجانب الإداري وعدم الإنصاف لعامل النظافة.. مرجعا أهم الاسباب إلى طفح المجاري التي أعاقت عامل النظافة عن تأدية عمله في ظل غياب المتابعة من المدراء المساعدين لأعمال النظافة هو ما فرض نوعا من التقصير من المراقبين والمشرفين على العمال تزامن مع ذلك شحة آليات النظافة (بوابير) إذ أن معظمها معطلة وللأسف أعطال بسيطة لكن لغياب المتابعة والإهمال للآليات تتزايد هذه الأعطال إلى أن تنتهي هذا االبوابير. مؤكدا أن الكل يتحمل مسوؤلية النظافة من العامل إلى أكبر مسؤول في المحافظة ومن أصغر فرد في المجتمع إلى أكبر فرد..
عمال النظافة الذين التقيناهم في جولتنا الميدانية أكدوا- في اجابتهم على أسئلتنا وشكاوى المواطن في تكرار إضراباتهم – أنهم يعملون وفق إمكانتهم واستطاعتهم رغم الصعوبات التي يواجهونها ووضعهم المعيشي المتدني فهناك الكثير من المواطنين من لا يقدرون عامل النظافة وهناك من يرمي بالقمامة في وسط الشارع وعندما تعاتب أحدهم يقول لك:” «أنت عامل نظافة وتستلم راتبا وعليك أن تنظف». وهناك من يتعرض منا إلى الضرب والاهانة من قبل المواطنين ورغم ذلك نعمل بإمكانياتنا المتواضعة. ونأمل من المجلس المحلي أن يتحمل مسؤولياته تجاه مسألة رفع وعي المواط