نجاح العرب
نجيب الزبيدي
تدرون ما الذي ينقصنا أقولها بكل صدق وأمانة إذا اقرأوا جيدا هذه الكلمات المكتوبة ستدركون حتما بأن وطننا اليمني غني بثرواته وبقدرة شعبه على العطاء وكل ما هو مطلوب لتحرير هذا الشعب من فقره هو تحرر القائمين على أمره من التطلع الدائم للخارج والقضاء على الفساد وتحقيق الأمن والاستقرار.
أما الأمر الآخر يتمثل بالتخطيط السليم والتنفيذ الأمين والإدارة المخلصة ذات الكفاءة والقدرة والتصميم والإرادة.
> إنه لمن المؤسف حقا بأن نقول: أن الأمة العربية والإسلامية ومنها اليمن أصبحت أمة مستهلكة ومستوردة تعتمد في أكلها وشربها ومركبها على ما تنتجه الشعوب الأخرى فبنظرة عابرة إلى بلد كاليابان مثلا أو تايوان ومقارنتهما ببلداننا العربية تكشف لنا مدى ما وصلنا إليه من ترد وانهزام وتأخر ويؤكد لنا بأننا حقا نغط في نوم عميق ونعيش في أحلام ولا نريد أن نصحو منها.
> والتفاؤل الذي أضع بجانبه ألف علامة من الاستفهام مفاده ما الذي مكن تلك الدول الصغيرة كتايوان مثلا وغيرها أن تصل إلى هذه الدرجة من التقدم والازدهار العلمي والاقتصادي أن بلدا كتايوان قد لا تصل بمساحتها مساحة إحدى محافظتنا اليمنية كحضرموت مثلا ولا تمتلك موارد تذكر ومع ذلك فإن دخلها القومي يتعدى الثلاثمائة مليار دولار وصادراتها بحدود هذا الرقم تقريبا أما رصيدها الاحتياطي فهو يتعدى المائتي بليون هذه تايوان فما بالكم باليابان.
> ويبقى التساؤل مكانه حائرا: هم تقدموا بينما نحن العرب والمسلمين فشلنا فأين المشكلة¿
والجواب لقد نجح غيرنا لأنه لا يوجد عندهم شيء اسمه مستحيل أو غير ممكن أمام الإنسان الذي وهبه الله عقلا يفكر ويدبر ومن ثم يعمل وينتج أما الأزمة التي تعاني منها اليمن والأمة العربية وبلدان العالم الثالث بشكل عام ليست أزمة موارد كما يحلو للبعض تسويقها ولكنها أزمة فكر وإرادة وإدارة.