شبكة الصرف الصحي بالحديدة.. انهيار مفاجئ يضع الكل في دائرة المساءلة
تحقيق/ يحيى كرد- محمد إبراهيم

قد تطول المعاناة والخسائر التي لحقت ولا تزال تلحق بسكان مدينة الحديدة.. ولا يتسع المقام لشرح كل حالة متضررة من طفح المجاري.. لكن الأهم في هذه الحلقة من تحقيقنا الصحفي هو استجلاء حيثيات وأسباب الانهيار المفاجئ لشبكة المجاري في مدينة الحديدة الساحلية التي يحتم ويفترض تاريخها وخصائصها أن تكون أولى المدن اليمنية نظافة وجمالا يستزيد منها العابرون.. ليس لأن هذا الانهيار كارثة طالت كل جميل في المدينة فحسب بل ولكونها كارثة مجتمعية تضع الجهات المعنية في دائرة المساءلة القانونية والقضائية -فقط – لو كنا مجتمع يحترم القانون والمسئوليات الأخلاقية.. وانطلاقا من واجب البحث والتحري الحيادي لم تكتفö صحيفة الثورة برصد ما يعانيه المجتمع بالصورة والكلمة بل حملت كل تلك المآسي والشكاوى إلى أجهزة الدولة المسئولة عن تأمين وتطوير وتوسعة شبكة مجاري الصرف الصحي في مدينة الحديدة والحفاظ على بيئتها ومظهرها العام الذي يعكس وجه الدولة وحضورها السيادي والمؤسسي.. لمعرفة حيثيات هذا الانهيار في وقت واحد وعلى مرأى ومسمع من تلك الجهات.. إلى سطور هذا التحقيق..
● حسب شكاوى المواطنين لم تكن مشكلة المجاري وليدة اللحظة في مدينة الحديدة بل كانت مؤشراتها تتزايد من فترة لأخرى منذ عامين حتى تفاقمت مؤخرا لتنفجر الشبكة كليا.. هذا الإشكال المتصاعد خلال هذه الفترة الزمنية يضع الجهات الرقابية على صحة البيئة مسئولية دورها الرقابي ودراسة الكوارث البيئية قبل وقوعها وكون الهيئة العامة لحماية البيئة هي جهة محورية في قراءة أي ظاهرة قبل تحولها إلى إشكال مستعصي على الحلول وكارثة تهدد البيئة لهذا كان لا بد من طرح هذه التساؤلات على الجهة المعنية بالبيئة فذهبنا إلى المهندس ياسر عبده غبير مدير الهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة الحديدة والذي أكد -من جانبه- أن الهيئة العامة لحماية البيئة وجهت العديد من المذكرات الرسمية إلى المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي لتنبيهها بالمخاطر البيئية الكارثية التي سيسببها استمرار طفح المجاري بالشوارع والحارات والأحياء بالمدينة.. معتبرا أن طفح المجاري الذي شهدته وتشهده شوارع وأحياء وحارات مدينة الحديدة كارثة بيئية غير مسبوقة حولت المدينة إلى مستنقعات مجاري راكدة أمام المنازل والمدارس ومقار الأعمال والمكاتب والمؤسسات الخدمية العامة والخاصة التي منعتهم من تناول وجباتهم الغذائية بالإضافة إلى التلوث البيئي الذي تعاظم خطره خلال الشهرين الماضيين واستفحل أكثر عقب هطول الأمطار على المحافظة..
الشبكة.. فنيا
الأسئلة كثيرة حول حيثيات وأسباب انهيار شبكة الصرف الصحي بالحديدة (المجاري) انهيارا كليا في وقت واحد لكن الأهم في هذه الحيثيات هو التركيز على الجانب الفني.. ومحاولة لاستقراء هذه المشكلة فنيا ذهبنا إلى المهندس أمين محمد قاسم المذحجي مدير عام المشاريع بالمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمحافظة الحديدة الذي بدوره سلط الضوء على تاريخ إنشاء الشبكة وأهم عوامل انهيارها حيث قال:
تم إنشاء مشروع مجاري الحديدة في مطلع الثمانينيات والتي نفذتها الشركة الكورية (سمون) وتتكون من الشبكة الرئيسية البالغة 16 كيلو مترا وكانت مصممة لتغطية 6