الصف الأول الابتدائي
أحمد غراب
مازلت أتذكر صورتي في شهادة التسنين التي التحقت بموجبها بالصف الأول الابتدائي.
لكني لا اتذكر أي شئ من الصف الابتدائي بإستثناء عبارة واحدة
ـ أعزكم الله ـ ” يا أستاذ اشتي أسير ….” كنا نرددها كالنشيد داخل الفصل .
معظم المدارس الابتدائية بلا حمامات وعلى الطفل الصغير أن يجلس محصورا طوال الحصة وعليه أيضا أن يركز ويفهم المدرس من أول صيحة.
المرحلة الابتدائية هي الأساس إن صلحت صلح باقي التعليم وان فسدت فسد.
ان تحبب التلميذ في الدراسة وإما أن تطفشه .
يرسل إليها اقل المدرسين تأهيلا في حين تخصص الدول المتقدمة باحثين وعباقرة للتعامل مع عقول الأطفال اللينة في هذا السن واجتذابهم إلى التعليم.
الأطفال متكدسون داخل الفصول بالعشرات و المدرس بينهم أشبه بمن جمع الجن وعجز عن تفريقهم وتجده وهو يردد المنهج بصوت مبحوح كمن يتلو طلاسم في قرية من الهنود الحمر وبين الحين والآخر ينعشهم بالقراءة بعده بصوت عال حتى يشغلهم عن التفكير باللحظة التي سيفرج فيها عنهم ويخلي سبيلهم من الفصل.
في الصف الأول الابتدائي تجد الأطفال الصغار وهم ينظرون إلى بعضهم البعض أشبه بالتائهين والأستاذ يبحث عن قدرة خارقة يستطيع أن يلفت بها نظر الطالب لكنه يعجز فلايجد أمامه سوى الصياح والضرب على الطاولة بالعصا.
طالب يبكي ما رضيوا يفسحوا له وطالب يصيح يا استاذ بزوا القلم حقي وآخر يصيح للأستاذ الكرسي مكسور حتى المدرس ينتظر متى يدق الجرس ليرتاح من هذا الضجيج ¿
والسؤال ألا يليق بنا عمل تحديث لمنظومتنا التعليمية المذحلة
بما يتواءم لا أقول مع عصر السرعة بل مع هؤلاء الأطفال من خلال الرسوم والمكعبات وحصص التربية البدنية والأنشطة التي تتناسب مع عقولهم وكل الطرق البعيدة عن أسلوب التلقين والصياح واهتفوا بعدي بيب بيب أهلي بيب بيب ..
الطفل الياباني في أوقات فراغه يتعلم كيف يصنع ساعة في حين الطفل اليمني يتعلم في أوقات فراغه كيف يكسر زجاج طاقة او يتعنقل فوق سيارة او يقفز من فوق سور المدرسة .. الخ
بين عامي 1991 و2004 زادت معدلات الالتحاق بالتعليم الابتدائي في اليمن من 73 إلى 87% للذكور ومن 28 إلى 63% للإناث بين عامي 1991 و2004.
مليونا طفل يمني بلا تعليم بسبب الفقر أو حاجتهم إلى العمل لإعالة أسرهم او بعد المسافة إلى المدرسة أو الافتقار إلى وسيلة انتقال أو مدارس النوع الواحد في المناطق الريفية وانخفاض مستويات تدريب المدرسين ومؤهلاتهم والفروق في الالتحاق بالتعليم بين البنين والبنات وضعف القدرات المؤسسية من الوزارة وحتى مستوى المدرسة وضعف المشاركة المجتمعية الالتحاق بالتعليم بين البنين والبنات وضعف القدرات المؤسسية من الوزارة وحتى مستوى المدرسة وضعف المشاركة المجتمعية.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي