أسئلة ساخنة على أضواء الحرائق..!!

عبدالله الصعفاني

مقالة


 -  القضية ليست في السؤال عن مواقفنا مما يجري داخل سوريا.. فسواء كنت مع نظام بشار الأسد أو مع معارضيه.. مع جبهة النصرة أم مع جبهة الدولة السورية.
القضية أكبر.. إنها بحجم
> القضية ليست في السؤال عن مواقفنا مما يجري داخل سوريا.. فسواء كنت مع نظام بشار الأسد أو مع معارضيه.. مع جبهة النصرة أم مع جبهة الدولة السورية.
القضية أكبر.. إنها بحجم هذا النظام العربي الذي تتقطع أوصاله بصورة ليست إلا امتدادا لما أحدثته اتفاقية “سايكس بيكو” مع إضافة أن التمزيق المقصود في هذه الحقبة يتم في مناخ استقطابي حاد فواتيره هذه الدماء التي يرفض نزيفها أن يتوقف.
> لم يعد مثيرا أو حتى ملفتا للنظر آن أذكركم بالأمور التي وصلت إليها أحوال الصومال والسودان وتسليم مفاتيح فلسطين والقدس للصهاينة.. ولنتوقف فقط أمام الجديد الذي جرى تنفيذ أول مخططاته في مطلع تسعينيات القرن الماضي فهل نسينا أول ما فعله بريمر الحاكم العسكري إثر الغزو الأميركي للعراق وإعدام صدام حسين.
> أول قرار اتخذه “بريمر” في العراق هو تفكيك الجيش والأمن وإشعال فتيل الصراع المذهبي فكان مما يتم الأن من التفجيرات اليومية التي تصل أحيانا إلى مائة قتيل في اليوم حينها كانت مصر وسوريا من جبهات التصفيق لما يحدث دونما استدعاء لدلالة المثل الشعبي اليمني.. إذا حلق ابن عمك بليت وسابقه المثل العربي ما أمسى عند جارك أصبح في دارك.
> وكما سبقت عاصمة الرشيد العباسي العواصم العربية الكبيرة إلى هذا النزيف المريع ها هي عاصمة الأمويين دخلت ذات النزيف ونفس التهديد الذي يقف على رأسه تهديد الرئىس الأميركي أوباما وهو يعلن عن قراره بضرب سوريا ربما بعد أيام وربما بعد شهر بعد أن كانت واشنطن استبقت تغرير المفتشين إلى إعلان كيماوي سوريا بذات الإعلان عن كذبة أسلحة التدمير الشامل في العراق.
> وإذن فقد صرنا على موعد مع عدوان ينتظر التفويض وضربة تنتظر التصويت من الكونجرس مع أن باستطاعة أوباما أن يضرب دونما تفويض والسجل التاريخي حافل يحقائق مفادها آنه ليس هناك من أسس قانونية ملزمة عندما تتخذ الولايات المتحدة الأميركية قرارا بالحرب.
> الفاصل الجديد من سجل الإدهاش ومخطط التفكيك أن الذين حافظوا على توازن القوى بين النظام السوري ومعارضيه حتى يطول النزيف وينهزم الجميع يتحدثون اليوم عن ضربة محدودة لا تسقط النظام ولا تقضي عليه حتى ينشغل السوريون بموتاهم وجرحاهم السابقين واللاحقين والنازحين ويبقى الكيان الإسرائيلي في مأمن.
> أما الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة تحت أضواء التلويح بالمزيد من الحرائق والتدمير في سوريا فهي هل تتم الضربة فعلا ويتفرج العرب على المزيد من القتل والتدمير والتشريد أم أن من شأن الضربة ان تخلط الأوراق الأمنية والسياسية والعسكرية في ضوء المواقف الروسية والصينية والتلميحات الإيرانية والصمت المخيف الغامض عند حزب الله¿
وأما أكبر الأسئلة وأقواها فهو: ما موقف مصر الجديدة تحديدا من اتفاقية الدفاع المشترك ثم ما هي فرص الرد السوري وهل يتم استيعاب ضربة محدودة أم أن للضربة المحدودة الرد غير المحدود.
> أظنكم مثلي لا تعولون على الموقف العربي الذي طالما اعتدنا منه الجمع العجيب حتى بين الرياء وبين صلاة الشكر.

قد يعجبك ايضا