حرية الصحافة.. مسؤولية

أحمد عبدربه علوي

 - لابد أن نعترف بصراحة أن الصحافة في بلادنا في هذه الأيام قد أصبحت تمارس النقد بحرية كاملة بقوة وبقسوة ولكل المستويات وفي كل الموضوعات بل أعطت بعض الأقلام نفسها الحق في تجاوز كل الخطوط الحمراء والحدود والانتقال في حدود النقد المسموح به إلى حدود القذف والسب والتشهير والتجريح والإهانة بالحق وبالباطل
لابد أن نعترف بصراحة أن الصحافة في بلادنا في هذه الأيام قد أصبحت تمارس النقد بحرية كاملة بقوة وبقسوة ولكل المستويات وفي كل الموضوعات بل أعطت بعض الأقلام نفسها الحق في تجاوز كل الخطوط الحمراء والحدود والانتقال في حدود النقد المسموح به إلى حدود القذف والسب والتشهير والتجريح والإهانة بالحق وبالباطل مع أنه ليس من رسالة الصحافة التدمير والتخريب وإنما رسالتها الأصيلة هي البناء والحفاظ على الصالح العام بما يؤكد التزامها الوطني قبل أي شيء آخر.. يجب على الصحافة عدم الانسياق وراء الإثارة والجري وراء الشائعات التي يطلقها البعض عن حسن نية أو سوء نية لغرض في نفس يعقوب وشيء جيد أن الصحافة اصبحت اليوم تنشر ما تريده منذ تقلد الرئيس هادي زمام الحكم في البلاد.. أصبحت تقول كلمتها بدون مساءلة أو خوف عكس ما كانت تعاني منه في الماضي حبس الصحفي المتطاول!! إلا أنه وللأمانة بكل أسف شديد في الفترة الراهنة مع هذه الحرية عشنا أشكالا وألوانا من خطايا الصحافة الصفراء والتي لم يكن لها هم ولا شاغل سوى تقديم وجبات ساخنة من السب والكلام الفارغ غير المسؤول والتهويل والتشهير الذي يستند إلى الاكاذيب ويبتعد عمدا مع سبق الإصرار والترصد عن الحقيقة وعشنا المآسي التي تكبدها ضحايا هذا النوع من صحافة الإثارة والتجريح التي كانت أشبه بمدافع آلية توجه طلقاتها إلى الأبرياء وتحصد من أرواحهم شرفهم وسمعتهم أو تشوه سيرتهم وتاريخهم وهي نتائج كثيرا ما يكون القتل أهون على الناس منها فالقتل قد يطويه الزمن في دفاتر النسيان أو مع تجدد الأحداث لكن سمعة الإنسان وشرفه يبقى على كل لسان حتى تصل إلى أحفاد الأحفاد ولم تحاول الجهات الإعلامية المعنية في بلادنا مواجهة هذه الظاهرة بتوجيه الإنذار والتحذيرات بل لزمت الصمت وكأنها لم تسمع أو تفهم أو ربما أنها وضعت في إحدى أذنيها طينا وفي الأخرى عجينا وتركت الحبل على الغارب وكان هناك أيضا من هم أخطر وهؤلاء هم الذين حاولوا الربط بين خطايا الصحافة الصفراء وحرية الصحافة وتناسوا أبسط مفاهيم الحرية التي لم تشرع في أي دولة من دول العالم لتسود الفوضى وإنما لتحترم الحياة الخاصة للناس وعدم الاقتراب منها إلا في حدود معينة وشروط محدودة أبسطها الصدق في المعلومة والعفة في الأسلوب والأداء وعدم التجني والابتعاد عن الابتزاز كأسلوب من أساليب جلب الإعلانات أو تصفية الحسابات! صحافة هات وإلا…!!
رغم قسوة ما ارتكبته صحافة الإثارة الصفراء في بلادنا فإن الدولة وضعت من النصوص القانونية ما تحمي به الابرياء دون ان تمس حرية الصحافة من قريبب أو بعيد لأن تلك الحرية من المبادئ تحرص عليها القيادة السياسية في بلادنا متمثلة بالأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي ويحميها بنفسه من المتربصين بها والمحاولين الانقضاض عليها.
كان يمكن للدولة من الأساس ألا تتدخل بأي شكل من أشكال التدخل لحماية الأبرياء لو أن ميثاق الشرف الصحفي تم تفعيله من هذا الوقت وأصبح الصحفي يخشى محاسبة نقابته بنفس القدر الذي يخشى به الحبس إذا ما تورط في قضايا تحت طائلة القانون الذي يحمي من فوضى الحرية لأننا ندرك جميعا في بلاط صاحبة الجلالة أنه كما يعلم المال السائب السرقة فإن الحرية السائبة تعلم الفوضى! لكن لا على ما نظن وحسب يقيننا أن في بلادنا لا نقابة تتحرك ولا ميثاق الشرف يتم تفعيله على هذه الصحف المخالفة وخاصة الصحف التي ظهر لها لون آخر من أوان الصحافة كل مهمتها أن تصيب القراء والمواطنين بالإحباط واليأس والخوف من الغد وهي الصحافة التي لا أجد تسمية لها سوى الصحافة صحافة هات وإلا..! الصحافة السوداء التي ما أن تقرأها من الغلاف إلى الغلاف حتى تشعر أن بلادنا ضاعت وعليه العوض هذه الصحافة صار لزاما عليها أن تستمر في غيها وهوسها وتسرع من رتم إيقاعها وتوسع من دائرة نشاطها بحثا عن أرقام توزيعها تعوض جزءا من خسائرها فراحت تشكك الناس في كل شيء وأي شيء تهاجم بضراوة الحكومة أي حكومة مهما كان أداؤها وكانت إنجازاتها بل طالت أقلامها الرموز وحاولت أن تسخر منها وتقلل من شأنها وتطاردها بالأذكاذيب وكان على هذه الرموز إما أن تصمت فتعطي المصداقية لهذه الصحفي أو تتحرك لوقف هذه المهزلة وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وأنا شخصيا لا أحبذ المتضرر من الصحيفة لأنه في حالة وإن قام فسوف تقوم الصحيفة عليه الدنيا ولم تقعدها وسوف يسمع كلام الترهات مثل نبرة الاعتداء على حرية الصحافة وسوف تزداد قوة في الوقت الذي تزداد فيه حدة النقد في بعض

قد يعجبك ايضا