تذكروا سوريا
أحمد غراب

ياعرب
وانتم تنشغلون بالصراع على الكراسي تذكروا أن نهر العاصي يصب دماء ومآسي
وانتم تقضون اجازتكم الصيفية تذكروا نازحين سوريين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويبيتون في العراء بلا قوت ولا دواء.
وانتم تفتنون مصر تذكروا فتنة سوريا
وانتم تنصرفون إلى عروض الأزياء وأفلام الكوميديا والرعب تذكروا آلاف الأطفال ذبحوا ويذبحون في منازلهم وعلى الطرقات ويعيشون الرعب واقعا .
وانتم تزفون بناتكم إلى أزواجهن تذكروا بنات في سوريا يؤجلن زفافهن بسبب القصف ثم يؤجلهن بسبب تدمير منازلهن ثم يلغينه بسبب استشهاد أزواجهن .
وانتم تتألمون من شوكة يصاب بها أحد أطفالكم تذكروا آباء يخيطون جروح أطفالهم الغائرة بإبر وخيوط الملابس وبدون بينج.
وانتم تتأملون ملامح طفلاتكم وهن يلعبن في الحدائق تذكروا فتيات يعملن ممرضات يتفاجأن بآبائهن بين القتلى أو الجرحى.
وأنتم تعلنون حالة الطوارئ لإصابة طفل من أطفالكم بالزكام تذكروا آباء يذبح أطفالهم امام اعينهم وعلى مرأى من العالم.
وأنتم تشغلون مسابحكم الخاصة بالريموت وتلقون بأجسادكم في المياه المنعشة تذكروا نازحين سوريين يطوبرون ساعات طويلة بحثا عن شربة ماء.
وانتم تختلفون وتتجادلون وتنقسمون وتتحزبون تذكروا أن السوريين يتعذبون ويختنقون ويذبحون ويحترقون ويقصفون ويموتون.
وانتم تتصدقون بالمليارات لحدائق القطط في لندن أو نزل الكلاب في باريس تذكروا شعبا مسلما جارا لكم يجوع ويقتل ويتشرد.
وانتم تتنفسون دولارات وتتجشأون يورو وتعطسون استرليني تذكروا آلاف النازحين والمشردين القابعين تحت الخيام في شدة البرد القارس.
وأنتم تستعدون للنوم على غرف نومكم الوثيرة تذكروا أطفالا اغمضوا عيونهم على النوم الأبدي بعد قصف منازلهم بالصواريخ.
وأنتم تحتارون أمام المحلات الفاخرة لاختيار هدايا ثمينة او شراء ملابس فخمة تذكروا آباء يخرجون من منازلهم في سوريا بحثا عن قوت لأطفالهم وعندما يعودون يجدون منازلهم وقد سقطت تحت النيرات على أطفالهم .
وأنتم تصرفون من أرصدتكم بلا حساب تذكروا لاجئين مات أطفالهم على أحضانهم وهم يطوبرون في مخيم اللاجئين بحثا عن علبة دواء.
وأنتم تتألمون من مغص أو صداع بسيط تذكروا جرحى ينزفون في سوريا حتى يموتون ولا احد يسعفهم.
وأنتم تقرأون هذا المقال تذكروا إنني بلغت اللهم فاشهد !
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
