خشب الحبس خمس خشب
أحمد غراب

هل يمكن تلخيص الربيع العربي بالعبارة التالية :
خرج مرسي من الحبس الى الرئاسة
وخرج مبارك من الرئاسة الى الحبس
ثم خرج مبارك من الحبس
ودخل مرسي الحبس.
سيناريو لم يحدث في اشهر الافلام الهندية لكنه حدث في الواقع العربي !
فماذا عن الشعوب العربية ¿
وماذا عن ربيع عربي دفع العرب ثمنه انهارا من الدماء لم تجف بعد ¿!
كل ما تملكه الشعوب حاليا ان تسترخي تحت أي سقف وتقول بسرعة : ” خشب الحبس خمس خشب “.
“خبش الحبش خمش شخب”
“شخب الخمس خمش خشب”.
وماذا بعد ¿!
شعوبنا العربية تقسمت
والفتنة اشتعلت
ووصلت الى درجة تعزيز الاقصاء وعودة الاعتقالات وتعامل القوى المسيطرة وفق اعتقاد ان الشعوب العربية لا ينفع معها الا الحكم الدكتاتوري والضرب بيد من حديد وهذه النظرية بحد ذاتها ستعيد الشعوب الى نقطة الصفر.
صارت اسرائيل هي الدولة الوحيدة المستقرة في المنطقة
تلك حقيقة مرة يدركها العالم ويتجاهلها العرب ان العالم ينظر حاليا الى اسرائيل على انها الدولة الوحيدة العاقلة في المنطقة في حين بقيت الدول العربية بلا قضية تأكل بعضها بعضا في حروب وصراعات سياسية وفتن طائفية ما ان تهدأ حتى تندلع .
المواطن العربي منهك إلى الدرجة القصوى وحاله أشبه بحال ذاك الذي سأل صاحبه كيف حال الوالد¿ ثم تذكر أن ابو صاحبه توفي فاستدرك قائلا: “عاد هو في نفس المقبرة !¿ “.
اما الكراسي العربية فمن هاروت الى ماروت الى قباض الارواح وكلما جاء من عام يترقب فيه الناس الرخاء يجدونه اسوأ وحكاية المعاناة المستمرة لشعوبنا العربية في طاحونة الصراعات والتمزقات تذكرك بحكاية تاريخية حدثت في اليمن قديما يروي كبار السن انه ” لما هاجر اليهود اليمنيون إلى فلسطين في الأربعينات والخمسينات تجمعوا في ميناء عدن استعدادا للرحيل عبر البحر, فحصل وتضارب مجموعة من يهود صعدة مع مجموعة من يهود تعز, فأصبح الناس يتحدثون في المدينة: اليهود الزيود تضاربوا مع اليهود الشوافع….”.
فإلى اين يمضي العرب ¿!
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
