الإعلام ومخرجات الحوار الوطني
باسم الشعبي


> يواجه الإعلام الرسمي مسؤولية كبيرة في جعل مخرجات الحوار الوطني تلقى قبولا جماهيريا وشعبيا إذ يفترض أن الثورة الشعبية قد حررت الإعلام من الهيمنة الحزبية والحكومية وفتحت أمامه المجال لمخاطبة كل فئات الشعب لا سيما تلك التي لعبت دورا كبيرا في إشعال الحراك السلمي في الجنوب والثورة الشبابية الشعبية في عموم اليمن.
– لا ينبغي أن يظل الإعلام الرسمي أسير خطاب ماضوي تقليدي والبلاد تلج اليوم على عتبة أهم وأبرز مرحلة في تاريخها المعاصر وهي مرحلة الثورة والحوار وبناء الدولة على أن الإعلام هو أبرز أداة مؤثرة في مسار أي تحول تاريخي .. وإلى الآن يبدو أن إعلامنا الرسمي غير قادر على مواكبة هذا التحول بصورة كبيرة ومرضية لأسباب يدركها القائمون على المؤسسات الإعلامية أكثر من غيرهم.
– عاش الإعلام الرسمي فترة العقود الثلاثة الماضية أسير استبدادية غيره سلبته موضوعيته ومهنيته ودوره التاريخي في مسار التغير وجعلته منغلقا على عملية دعائية تجميلية للاستبداد وأشكاله المختلفة وحان الوقت مع بزوغ فجر الثورات العربية أن يتحرر الإعلام من القبضة الحديدية ليتحول إلى صوت شعبي خالص وخطاب موضوعي يساهم في بحث أسباب المشكلات التي انتجها الاستبداد وتقديم الحلول لها على امتداد اليمن جنوبا وشمالا حين يتمكن من إيصال صوته العقلاني ورسالته الوطنية للناس بكل قوة ووضوح فالمرحلة حساسة وهامة قد لا تتكرر مرة أخرى والواجب أن يساهم فيها الجميع بكل صدق وإخلاص من أجل يمن جديد يلبي تطلعات الجميع في العدالة والمساواة والحرية.
– الحوار الوطني الذي تشارك فيه مختلف القوى السياسية على امتداد الخارطة اليمنية حدث هام وبارز في تاريخ اليمن لأنه يناقش كافة القضايا محل الخلاف والاختلاف بكل شفافية وحرية وهو من نتاج ثورة شعبية شبابية قادها الشباب تخطيطا وتنفيذا وتضحية ما يعني أن الحوار الوطني يفترض أن يحظى باهتمام أكبر وأن تكون مخرجاته حدثا بارزا أيضا تحتاج لإعلام قوي ومسؤول ومؤثر لإقناع الناس بها وتقديمها كما هي من دون رتوش وبهرجة تفقدها موضوعيتها فالإعلام الرسمي في تصوري يتحمل مسؤولية كبيرة في المساهمة في هذا الحدث البارز ولعب دور إيجابي ومسؤول من أجل مشروع وطني حقيقي يؤمن مستقبل اليمن والأجيال القادمة.
