الشعب زلزلة عاتöية

علي أحمد بارجاء

 -  بعيدا عن التحليل السياسي المتقعöر وفي محاولة لأخذ العبر والدروس فإن كل إنسان يستطيع أن يقول ببساطة نظر وشفافية رؤية إن ما يحدث في مصر اليوم هو نتيجة

< بعيدا عن التحليل السياسي المتقعöر وفي محاولة لأخذ العبر والدروس فإن كل إنسان يستطيع أن يقول ببساطة نظر وشفافية رؤية إن ما يحدث في مصر اليوم هو نتيجة طبيعية لأخطاء السياسيين وسوء تقديرهم وتدبيرهم الأمر هنا انفعالي نفسي من الدرجة الأولى أهم عناصره هي زهو وغرور المنتصر بوصوله إلى السلطة بأي وسيلة من وسائل بلوغها ثم تنكره لكل الوعود التي كان يطرحها ويمنöي الشعب الطامح إلى من ينتشله من حال التعاسة إلى حال السعادة بعد معاناته للحرمان والاضطهاد ليصبح كل ذلك مجرد وعود خلابة وشعارات براقة لا يجدها الشعب حقيقة على الواقع وليجد بديلا عنها الإهمال والتهميش والظلم والإقصاء. وقد ضربت الأحزاب الشمولية في هذا مثالا إذ يصبح الرئيس والحكومة لعبة في يد الحزب فيبدون كأنهم تولوا السلطة وسخروها من أجل حزبهم وجماعتهم وليس للشعب عامة.
إن سياسة الاستحواذ والانفراد بالسلطة ومخالفة الأنظمة والقوانين في الإقصاء والإحلال والإقالة والتعيين والاستقواء بمنطق الأغلبية والصندوق والشرعية الدستورية لم تعد _بمنطق ثورات الربيع العربي اليوم_ قابلة للنجاح ولم تعد مقنöعة للشارع الذي يريد أن يلمس سرعة التغيير إلى الأفضل لأنه أصبح قادرا على التمييز والإدراك والمفاضلة بين ماض سيöئ وحاضر ينبغي أن يكون مغايرا وينبöئ بمستقبل آمن مشرق واضحö المعالم ويحقöق له أحلاما وأماني عريضة في كل مجالات الحياة يتمتع الشعب فيه بالحرية والسلم والعدالة والمساواة والتعايش وحق الحياة والعمل والإبداع والابتكار والبناء في ظل سياسة وسطية تقبل الآخر المختلف فكرا وعقيدة وترفض التبعية للخارج وتصون كرامة الوطن وشعبه. كل ذلك عوامل وأسباب ولكن أكبر ما وقعت فيه جماعات الإسلام السياسي من خطأ فادح هو الخلط بين جماعتهم وفكرها كحزب سياسي وبين الدين والتصريح بأن الخروج على الرئيس أو التظاهر ضده أو الاعتراض على سياساته هو خروج عن شرع الله وإرادته بل مروق من الدين. وقد سخروا للتصريح بذلك علماء لهم وزنهم في المجتمع وفي المؤسسة الدينية متناسين أن في البلاد تنوع في الفöكر ولابد من تقبل الفöكر المغاير. ولذا فإن ما يحدث اليوم من ثورات وتمردات ربما لا تكون على الدولة والوطن بقدر ما تكون على الحزب الحاكم نفسه الذي يمثله الرئيس أو الحكومة.
على أن بعض الأحزاب والجماعات قد تكون مستجدة في ممارسة العمل السياسي من موقع السلطة والحكم الفعلي بغض النظر عن كونها أكثر الجماعات والأحزاب دقة وتنظيما في العمل السياسي في إطارها الداخلي وأنها كانت تتعامل مع أدبيات لم تخضع للتجربة في الواقع كحزب حاكم عليه أن يواجه مطالب وتناقضات وصراعات وأطماع وعلاقات محلية وعربية ودولية. ومع ذلك فلا عذر لمثل هذه الأحزاب والجماعات أن تكون كذلك وأن تتبع ذلك النهج. بل كان ينبغي عليها أن تحوöل سخط الشارع إلى رضى من الوهلة الأولى وأن تتقرب إليه وتشعره بأنه محط رعاية واهتمام وأن تلبي طموحه المعيشي والسياسي أكثر من الحد الذي يتصور الوصول إليه.
فأي ثورة هي نتيجة طبيعية للتصلف والغرور والزهو وسوء سياسة وإدارة وتقدير المنتصöر في تعامله مع المنهزم واستهانته بما سيتركه فيه ذلك الغرور من ردة فعل سلبية ورفض يقود في النهاية إلى الانقلاب أو الثورة أو التمرد وهذا قد حدث أيضا في اليمن ولا يستطيع أن ينكره أو يخفيه أحد وكان سببا في أزمة تنذر بقادم غير مرض وغير مطمúئöن وسوف يؤدي إلى زعزعة أمنه واستقراره ووحدته وقد بدأت الملامح السيئة تظهر في الأفق وبخاصة بعد حرب صيف 1994م إذ كانت هذه السياسة هي نفسها التي مارسها ابتكارا وابتداء النظام السابق تجاه الشعب في الجنوب وفي صعدة وتهامة وهي نفس السياسة التي ظل يمارسها النظام بعد الأزمة السياسية التي تلبست ثوب ثورةö الربيع اليمني حتى في ظل التقاسم والمحاصصة والوفاق الناتج عن المبادرة الخليجية التي تحاول إيجاد حل لا يزال يصارع من أجل النجاح والوصول إلى تسوية حقيقية تنهöي بشكل جذري صراع المصالح بين الفرقاء وتأخذ اليمن إلى مستقبل أفضل من المرسوم في أهداف الثورتين اليمنيتين سبتمبر وأكتوبر بعد أن أفرغتها الأنظمة السياسية الحاكمة وحكوماتها المتعاقبة من محتواها ورمتها من برامجها وأجنداتها خلال خمسين عاما مضت.
ولن يصبر هذا الشعب في اليمن كثيرا ليجدöد الثورة ويتمرد فيعيد الأمور إلى نصابها بحثا عن العدالة والمساواة والحرية والأمن والسلام والرفاهية فهو لا يزال يس

قد يعجبك ايضا